يا كثرها هالنوعيات السائدة بيننا، قوّالون للكذب (لهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودّة)، كذّابون، يفجرون في الخصومة، يؤذون غيرهم، يستغلون مناصبهم ومواقعهم، ونفوذهم، فيضربون ويخنقون ويسيؤون لزملائهم، ثم يسبقونهم للمسؤول، حتى يوثّقوا ظلمهم بشكل قانوني، والقصص كثيرة في القرآن خاصة في سورة (يوسف) !! الوصوليون والدساسون والمغرضون، اعتادوا على الضرب من تحت الحزام، وأساليب من تحت الطاولة وأعظم الخطايا ما كان من تحت الطاولة واللسان الكذوب، كم زوج ظلم زوجته، والعكس صحيح، وكم زميل فجر في زميله، وكم زميلة ظلمت زميلتها، وادعت عليها كذباً وبهتاناً، وكم من مسؤول أسرف في ظلم زملائه ومرؤوسيه، ثم ادعى عكس ذلك كذباً، يضرب ويشتكي، بعض المسؤولين لذته في أذية غيره، كبر، وغرور، وجهالة أعيت من يداويها، هؤلاء من يبررون أخطاءهم ويعلقونها على شماعة الموظفين، والتي تكون أقبح من الذنب نفسه، لا يعترفون بأخطائهم وبذنبهم، بل يتسابقون لتبرأة ساحتهم، وتلميع صورتهم عند المسؤول المباشر، لا إحساس ولا ضمير، لا حياة ولا حياء لهم، ويسوّقون أعذارهم لتبرير ظلمهم وتجاوزاتهم، ووقاحتهم بأقبح من الذنب والظلم نفسه.
جميعنا يدرك أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، ولكن هذه النوعية لا تعرف شيئا اسمه الاعتراف بالخطأ، والتوبة عنه، والرجوع إلى الحق، ولكن تبحث وتسعى جاهدة لإيجاد المبررات، بالاستمرار بالخطأ، ورفع الصوت والتهديد والمطالبة بالتخلص من الزميل إلى غير رجعة.
نتفق جميعاً أنه من الوقاحة ان نرتكب الأخطاء بحق الآخرين أو الزملاء أو الزميلات ونكون البادئين بها، ثم لا نعتذر، وكأننا غير مبالين بأصحابها وبمشاعرهم، وكرامتهم، ونستميت للإتيان بأعذار واهية، تكون أقبح من الذنب والظلم نفسه الذي سببناه للآخر.
يا سادة اضربوا بيد من حديد على أيدي مدعي القيادة أو الريادة أو الإدارة، فالإدارة علم وفن وأخلاق، لا يصلح معها الدعي، وعليه أن يلملم أوراقه وملفاته وموبايلاته وأحقاده ويغادرنا بلا رجعة حتى نطوي صفحات من الخزي والعار، ويا دار حرام عليك العيّار والأشرار، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وعلى الخير والمحبة نلتقي.
اترك رد