يكتسب بعض المشاهير شهرتهم بطريقة مشروعة، بينما يكتسب آخرون شهرتهم بطريقة غير مشروعة، وهذه بعض الحالات للمشاهير وكيف اكتسبوا مزيدا من الجماهير بطرق غير مشروعة (على الأقل من الناحية الأخلاقية) والتي تعني مزيدا من الشهرة، ومزيدا من المبالغ المالية بسبب الإعلانات التي جاءت من شهرتهم:
– يمكن للمشهور أو المشهورة أن يصور حياته الشخصية بطريق الخطأ، ويزعم أنه كان ينوي وضعها في انستقرام أو سناب شخصي له، لكنه – زعما عنه – بالخطأ وضعها بالموضع الآخر، فتلقفها الناس ونشروها فصار (ترند) الموسم، واشتهر المشهور أكثر. وأبرز مثال على ذلك، شهير يصور في بيته مستعرضا عدد الجوالات التي في حوزته، مشهورة أخرى تنقض حجابها وترقص وهي التي كانت لا تفعل ذلك من قبل حتى تشتهر أكثر، وتبرر هذا الخطأ بأنها كانت تعتقد أنها نشرته في حسابها الشخصي وليس العام، أو تطلب من شخص آخر أن يصورها ثم تقول (الله لا يحلله ولا يبيحه!) ويمضي الموضوع كأنه لم يكن، بينما لو شتمها أحد جمهورها بالخاص أقامت الدنيا ولم تقعدها!
وفي هذا الوضع العتب كل العتب على من يضيع وقته على فراغ الآخرين، المشاهير الضائعين المضيعين لأوقاتنا!
– طريقة أخرى للشهرة، مخالفة النظام حتى يتم استدعاؤه من قبل أجهزة الدولة المعنية، وبذلك يصبح مشهورا أكثر، ويتحول لـ (ترند) في السوشل ميديا، ثم يعتذر أو يعتذر بالجهل أو في أسوأ الحالات يدفع الغرامة المقررة، والتي لا تعادل نصف قيمة الإعلان الذي سوف يبدأ به في مرحلة ما بعد الاستدعاء والشهرة الجديدة، وهذا يعني أن أسعار الإعلان لديه ارتفعت ثلاثة أضعاف بعد شهرته الأخيرة.
وفي هذا الوضع يجب أن تكون العقوبة بحجم الشهرة وحجم الدخل، لا حسبما قررت العقوبة، لأنه عندما قُررت العقوبة، تم النظر في حال الناس العاديين لا المشاهير الذين لا تمثل لهم العقوبة المالية أي هاجس يذكر!
– يؤذي أطفاله من أجل الشهرة، فمن طفل يُطبخ في قدر على الناس حتى تشتهر العائلة، وطفل يتدلى بحبل من أعلى السقف حتى يكاد يسقط فيموت، ويتم تداول جنونهم في أطفالهم، وآخر يخبر طفله بموت جده أو جدته على الهواء مباشرة، وآخر يصور طفلا تحت ضغط نفسي وهو يتبول على نفسه، دون مراعاة لحقوق الطفولة ومشاعرها والآثار النفسية المترتبة على هذه الأفعال، حتى صار الطفل مشهورا بشيء مشين يؤذيه طوال عمره. وفي هذه الحالة يجب أن تعرض بعض حالات الإيذاء على القضاء.
– آخرون يعرضون حياتهم الشخصية للحياة العامة، مثل أن تعلن إحداهن أنها قبل قليل طلقت من زوجها، وهذه الحالة لا حل لها إلا بالدعاء لأصحابها بالشفاء العاجل من جهة، وأن نراهن على وعي الناس بتجاهل جنون هؤلاء وأن شهرتهم سلبية وليست إيجابية فلا يأخذون أكثر من وضعهم الطبيعي!
أخيرا، الشهرة هوس المشاهير، وافتقاد الجمهور مثل افتقاد الماء والهواء للناس، فطبيعي أن أن يبذل بعض المشاهير – لا كلهم – كل ما يجول في خاطره من أجل طلب الشهرة أو استرجاعها بأي طريقة كانت، والعتب ليس كبيرا عليه، بل العتب علينا أن جعلنا من أبطال الصحف الصفراء أولويات ما نشاهد ونرى ونسمع، ولو تجاهلناهم لبرز آخرون في العلم والحياة والأشياء المفيدة!