مقالات

مشاهير بدون محتوى!!

المتأمل اليوم لحال منصات التواصل الاجتماعي يرى العجب العجاب، بعد أن صارت تلك المنصات تعج بالكثير من الأسماء والشخصيات على اختلافاتها، فهناك أسماء تقدم محتوىً جادًا وتلقى الدعم والتأييد من المتابعين، وهناك وعلى النقيض تمامًا من يتفنن في المحتوى الفارغ، فيما برزت لنا ظاهرة أخرى وهي ظاهرة الشهرة على مواقع التواصل كحالة تحتاج إلى التأمل والتساؤل.

وبصرف النظر عن جودة المحتوى المقدم من هؤلاء، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن الأسباب التي أدت إلى بروزهم وقد أصبح الفضاء المفتوح ساحة متسعة لهم، في حين أن المبتكرين والمخترعين من الشباب لا يلتفت لهم أحد، ربما يعود الفضل للإنترنت المتاح للجميع في هذا الزمن، وسرعة الانتشار وتعدد مواقع التواصل الاجتماعي، كما يعود الفضل إلى تلهف المتابعين إلى كل ما يطرحه هؤلاء المشاهير خلال سفرياتهم وتنقلاتهم، حتى استطاع هذا المشهور أن يخلق لذاته مهنة تدر عليه مالاً وفيراً من خلال كشف سلوك حياته للناس.

وصنفت دراسة مختصة لجوء بعض مشاهير التواصل الاجتماعي لاجتذاب المتابعين من رواد تلك الشبكات، والظهور في صورة إيجابية أمامهم طوال الوقت، ومشاركة تفاصيل حياتهم على وسائل التواصل أمام ملايين المتابعين، حتى باتوا حسب تصنيف الدراسة مشهورين، وتدر عليهم هذه الشهرة دخلًا ماديًا مجزيًا، ودعت الدراسة إلى عدم الانجراف وراء بعض المشاهير ومحاولة مقارنة أنفسهم وحياتهم بهم.

السؤال الذي يدور في ذهن الجميع، ماذا لو تحلى مشاهير التواصل الاجتماعي بروح المسؤولية ونشروا ما يدعو للقيم وللإيجابية؟ في الحقيقة هناك قلة قليلة يقدمون محتوىًا مميزًا وراقيًا بغرض رفع الوعي الاجتماعي، وتحسين الخدمات والرقي بها، أو نقد السلوكيات الاجتماعية التي تتعارض مع الأخلاق والقيم، وهناك آخرون بالغوا في تقديم مواد سيئة ومحتوى غير مقبول ويشكل إخلالاً بالآداب العامة، الأمر الذي اضطرت معه الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع لفرض عقوبات متتالية على العديد من مشاهير ومستخدمي منصات التواصل الاجتماعي الذين خالفوا نظام الإعلام المرئي والمسموع ولائحته التنفيذية مثل ارتكاب مخالفات إعلانية أو مخالفات للذوق العام أو الترويج لمنتجات أو استثمارات بدون أخذ الموافقة من الجهات ذات العلاقة، وعلى الرغم من فرض العقوبات إلا أن منصات التواصل الاجتماعي لا تزال تفاجئنا كل يوم بمقطع أو مادة إعلامية، غير مهنية لتثير قضايا تصبح هي المادة المتداولة لعدة أيام، فمن يضبط انفلات المشاهير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى