أخر الأخبار 24

ترند المشاهير… الزواج والطلاق

صور وفيديوهات رومانسية تمتلئ بها مواقع التواصل الاجتماعي.

زوجان خليجيان يجوبان الدول، ولا يستقران أبداً في دولة واحدة، ومحب وغرام واشتياق لا تنتهي، من يشاهدهما سيشعر بالزواج وكأنه رواية رومانسية، وزواج بلا مسؤوليات.

وأخرى تتفاخر بأن زوجها يهديها هدايا باهظة القيمة.

وهنا لا محتوى أبداً غير الماديات، وتترسخ الصورة في ذهن الفتيات والسيدات وترغبن بالمزيد، ويقارن وضعهن بوضع المشهورات.

وتهتز القناعات وتتغير.

 

وتبدأ المقارنات ولا تنتهي، على الرغم من أن لا أحد فعلاً يعلم ما يحدث وراء تلك الأبواب المغلقة.

فالكل أصبح يطمع بالمزيد، ولا مكان للقناعة أو حتى للثقافة والعلم مكان.

لكن ما تلبث الأمور أن ترجع لنصابها الصحيح، وللحياة المتوازنة، تطلق سين من الناس، والحب الذي كانت تتشدق به أصبح جحوداً ونكراناً للأيام.

تظهر حكايات ومأخرى لم نكن جزءاً منها، ويتحول الزوجان إلى قاضٍ وجلاد، معايرة وانتقام وسب وشتم دون مراعاة ساعات الصفاء، حط من شأن الآخر وإحراجه أمام الناس.

وفلان أصلاً حرمني من حريتي ومن صديقاتي، ولا يتركني لوحدي لو قليلاً.

وزوجان آخران يتطلقان ولا يصبح للعشرة واللحظات الحلوة أي قيمة.

يتفنن الطليقان بتشويه صورة الآخر، لِمَ لا.

فالترند وعدد المشاهدات والإعلانات ستزيد.

ناسين أو متناسين بأن الطفل سيكبر ويظل الإنترنت شاهداً على المحتوى.

ناهيك عن ذكر الأطفال والمراهقين وخياراتهم الشخصية في الفيديوهات لحشد التأييد والرأي العام.

رغم الألم الذي سيلحق بالأبناء من جراء هذه التصرفات، وجعل تلك العلاقات مادة للطرح والتعليق من قبل الجميع، فلا وجود للخصوصية، المهم أن تصبح تلك الفيديوهات ترند، أو أن تظهر تلك الأم أو الأب بمظهر الأب الصالح الذي يحب أبناءه و يفعل كل ما يستطيع من أجله.

كنا في زمن ما يحدث داخل البيوت لا يخرج منها نادراً، و أصبحنا في زمن تكاد تنعدم فيه الخصوصية ويضحي فيها الكثير فقط من أجل الترند.

الماديات لا تغني عن العاطفة، والتباهي بالحب ليس دليلاً على وجود علاقات صحية في الكثير من الأحيان. والعبرة بالخاتمة كما يقال!

أعيدوا للزواج قدسيته وخصوصيته. أما نشر الخصوصيات فغالباً خراب ليس من بعده صلاح.

الزواج صبر وتضحيات ومحبة حقيقية، تعاطف ومواساة و رضا هو المخزون الحقيقي الذي لا ينضب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى