مقالات

مشاهير.. ولكن تافهين

شنّ بعض أفراد المجتمع حملة حجب لبعض المشاهير ممن صنعوهم سابقًا بأنفسهم حين جعلوا منهم قدوات وسفراء مجتمع بسبب معفوية عابرة أو صدف ساخرة ليتكشف لهم بعد سنوات طويلة من الجري والاندفاع خلف هؤلاء العابثين واعتبارهم النموذج الناجح الذي يستحق منهم إفراغ ساعات طويلة من حياتهم لأجل متابعة يومياتهم الفارغة خطر وأضرار هؤلاء على المجتمع، لذلك على من صنع شهرتهم وجعل منهم نماذج تهيمن على ساحات مواقع التواصل ألا يتنصل من تحمله لجزء من مسؤولية استفحال ظاهرة التافهين، فالأمر قد تجاوز قدرة العقل على استيعاب ما يحدث من بعض أفراد المجتمع وانحدار ذائقتهم الفكرية والبصرية والسمعية وانجرافهم خلف تفاهات لا تساهم في صناعة وعي مجتمع يرتقي بفكره ليحقق نجاحاته الثقافية والعلمية والرياضية والاقتصادية والاجتماعية وما سيقدمه من صورة اجتماعية للمجتمعات الأخرى ونماذج إيجابية تمثله وتمثل تلك النجاحات الباهرة في بلادنا والتي بدورها ستعكس حقيقة محتوانا المجتمعي أمام العالم، فبلادنا – ولله الحمد – زاخرة بمن يمتلكون ما نفتخر بتقديمه على الصعيد المحلي والعالمي.

والقضية هنا ليست مجرد صناعة مشهور تافه ليس له أي أثر بل في أثر امتد لينال من سلوكيات المجتمع وثقافته وعاداته وأخلاقياته كما أنه نال من استقرار أسر وأوجع بسطاء لا يمتلكون فرصة الشراء أو السفر وغش مستهلكين سلموا عقولهم لحفنة من المشاهير المتاجرين بصحة وأرواح البشر وعكس صورة سلبية عن بلادنا واهتمامات أجيالها أمام العالم، لهذا على من صنعهم أن يعيد التفكير أولاً في تغيير نمط اهتماماته، فهؤلاء المشاهير صنيعته وصنيعة مجاميع أخرى شاركته في جعل الحمقى مشاهير وقدوات، ولن أغفل أمر صحوة وعي دبت في شرايين المجتمع ولتنتشل كثيرين من غفلتهم وهو خير من أن يستمروا في سباتهم العميق وتدثرهم برداء التفاهة والفراغ، وعليهم اليوم التكفير عن ذنب سنوات من تشويه مجتمعنا بدعم وإبراز هؤلاء الفارغين كمثال يمثل اهتماماتنا بالعمل والمثابرة على إبراز إيجابيات شبابنا وهي كثيرة جدًا ولله الحمد وتعويض هؤلاء عن سنوات أمضوها في محاولات رفع ذائقة المتلقي دون جدوى بسبب تمسككم بمن يروجون التفاهة والفراغ، ولهذا لتكن حملاتكم موجهه لدعم بناتنا وأبنائنا المنسيين والناجحين في مجالاتهم ممن يقدمون محتويات تستحق الاحترام والنشر لما فيها من إضافات إيجابية ترتقي بذائقة المجتمع ولا تنحدر به والأهم أن نتدارك ما فات ونقدم هؤلاء كصورة مشرفة تمثل بلادنا بدلًا من حملات موجهة زادت المشاهير التافهين شهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى