مقالات

أثر السوشيال ميديا على المجتمع

يتجه الإنسان دوماً صوب العلم ليرى النور في حياته وليضيف إلى هذا العالم صوراً مختلفة من أساليب الحياة، لكن بالرغم من الجانب الإيجابي للتطور، فله جانب آخر يعود بالسلب على الأفراد، وذلك هو أثر السوشيال ميديا على المجتمع.

غلب على أوساط السوشيال ميديا في مجتمعنا العربي المحتوى التافه والركيك، وصار هذا النوع من المحتوى يملأ المنصات المختلفة، وله النصيب الأكبر من المتابعين، بينما تتضاءل كمية المحتوى العلمي والقيم، وكذلك الحال مع متابعينه؛ وهذا هو السبب خلف بدء ظهور موجة عربية من أصحاب المحتوى المؤثرين لإثراء المحتوى العربي.

يميل الناس عادةً بطبعهم نحو اتباع ما يعرف بـ الترند، وكذلك البحث عن المتعة، وهو ما يتحول إلى إدمان في الكثير من الحالات، كما أثبتت العديد من الدراسات إدمان الإنترنت وعلاقته الوطيدة بالاكتئاب والصحة النفسية.نظراً لانتشار هذا النوع من المحتوى، فإن الناس يرونه رابطاً للتواصل فيما بينهم، فبعيدا عن نوع المحتوى يشعر الناس بإحساس الانتماء عند اتباعهم هذا النهج الشائع في هذا الوسط.هناك أيضاً صلة بين نشر مثل هذا النوع من المحتوى والرضا عن النفس، إذ يرى الأشخاص قيمتهم في أن يتفاعل الناس مع محتواهم، وأن يشار إليه بالبنان على أنه رجل كوميدي أو كما يقال صاحب حس فكاهي. وبالنظر إلى الوضع القائم، يمكنك أن ترى الكثير من أصحاب المحتوى يخالفون العادات المجتمعية والثقافية، بل قد ينشرون محتوى مخالفا للحياء والقيم الأخلاقية بغية الشهرة ونحو ذلك.
هنالك أيضاً دوافع أخرى حول انتشار المحتوى الركيك، وهو الوضع الثقافي العام للمجتمع، بالإضافة إلى سياسات المنصات كاليوتيوب؛ فكثير من الناس يبدأ في نشر المحتوى بغرض جمع الأرباح من المنصة، وكان هذا هو السبب في انتشار أنواع مختلفة من المحتوى كالفيديوهات القصيرة، ومثل هذا النوع يعتبر تسلية للموبعيداً كل البعد عن إمكانية إضافة محتوى قيم ذي فائدة، وتدور الدائرة ليدخل الكثير من المؤثرين إلى السوشيال ميديا لهذا الغرض.
بالنظر في بدايات القرن الحادي والعشرين وبدء انتشار الإنترنت في الوطن العربي، كان النصيب الأكبر للمنتديات كأحد أبرز طرق التواصل على الشبكة، التي كانت تقدم الحلول للمشاكل المجتمعية المختلفة، إضافةً للمحتوى العلمي أو الثقافي ونحو ذلك.
بالرغم من ذلك ظهر التحول والتغير في هذه المسألة، فمع مرور الزمن ونشأة الأجيال الجديدة ظهرت الأنواع الأخرى، وما تبع ذلك من أثر السوشيال ميديا على المجتمع. كما اتجه صانعو المحتوى على منصات التواصل نحو حصد عدد أكبر من المشاهدات والتعليقات والتفاعل، دون التفكير أو إعارة الانتباه نحو الفائدة المرجوة.
على الجانب الآخر، فإن المبطبيعته الإنسانية وتركيبه النفسي يميل إلى المحتوى، الذي يحرك العواطف والمشاعر، أو المحتوى الكوميدي بغرض الترفيه عن النفس، والمحتوى الذي يعطيه شعوراً بالرضا عن النفس أو تلبية رغبة أو غريزة لديه.
بمرور الوقت غلب المحتوى التافه على المحتوى النافع، كما أن تقديم محتوى عملي أو ثقافي يحتوي الكثير من الفائدة على الجمهور يتطلب جهداً ليس بالقليل من صانع المحتوى ويتطلب عزيمة وتفكيرا سليما من هذا الشخص، كما أن وجود عدد كبير ممن يهتمون بهذا النوع من المحتوى أمر صعب بعض الشيء نظراً للجانب الغريزي من الإنسان، الذي يغلب عليه الطابع المذكور تواً.
للخروج بمحتوى يعود بالفائدة على المتلقية، ويرفع الجانب الثقافي والعلمي لدى الأطفال الناشئين، فإن ذلك يتطلب تعزيز الجانب الفكري لدى الأبناء بتوجيه من الآباء والمدارس لينشأ أطفالنا بتفكير سليم حريصين بذلك على بناء المعرفة وتطوير أنفسهم وتحصينها بالعلم.
كما أننا نتمنى من الشركات المسؤولة عن منصات التواصل الاجتماعي أن تضع معايير لنشر المحتوى على منصاتهم، بالإضافة لوضع تصنيفات لأنواع المحتوى لإرشاد المتابع إلى المحتوى المفيد والمحتوى صاحب الجودة الأعلى.
برأيك كيف يمكن حل هذه المسألة المهمة دون التأثير على أي الطرفين؟ فلا تتأثر الشركات بالسلب، ولا يتأثر المبالمحتوى الركيك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى