حذّر جيش الاحتلال الإسرائيلي في رسالة إلى لبنان، اليوم (الثلاثاء)، من انخراط حزب الله في حرب غزة. وقال المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس: عاجل رسالة إلى الدولة اللبنانية: نحن نبقى في حالة تأهب واستعداد قصوى في منطقة الشمال.
وأضاف: إذا ارتكب حزب الله خطأ فسنرد بقوة كبيرة جداً. يجب على دولة لبنان أن تسأل نفسها إن كانت تريد المخاطرة من أجل حماس.
وفي هذا السياق، التقى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب عدداً من سفراء الدول المشاركة في قوات الطوارئ الدولية العاملة جنوب لبنان اليونيفيل. وقال تصريح إن البحث تناول الوضع في جنوب لبنان وغزة، مطالباً السفراء المساعدة في تهدئة الأوضاع على الحدود الجنوبية، وأن تتوقف إسرائيل عن القصف، خصوصاً أن الرد من لبنان هو على مزارع شبعا المحتلة.
ووسط تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل، نقلت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا رسالة، أمس إلى بيروت وأبلغتها للمسؤولين وجاء فيها: ابذلوا ما في وسعكم لتفادي انزلاق لبنان في دوامة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، إنها مسؤوليتكم للحؤول دون انجرار لبنان في دوامة لن يتمكن من الخروج منها.
من جهته، حذر النائب مروان حمادة من التطورات الميدانية التي بدأت تهدد لبنان جدياً والتي قد تدفعه إلى حرب جديدة. ولفت في تصريح له، اليوم (الثلاثاء)، إلى أن عداد المخاطر ارتفع وبات قريباً من الخط الأحمر، على الرغم من احترام قواعد الاشتباك من قبل لبنان والعدو الإسرائيلي حتى الساعة.
وأعرب عن مخاوفه من تجاوز قريب لقواعد الاشتباك لجهة الوتيرة القتالية والكلام المتصاعد حول عمليات استباقية أو تصعيد وتهيئة لعملية كبرى على لبنان، ورأى أن الأمر الوحيد الذي قد يلجم تفاقم الوضع هو القمّة التي ستُعقد في مصر والتي تجمع قوى إقليمية قادرة على التأثير على إسرائيل وعلى الجانب الفلسطيني.
وحول زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن غداً إلى المنطقة، قال حمادة: قد تؤخّر الزيارة العملية البرية، محذّراً من خطورة أي عملية واسعة ضد غزة، كي يُترك مكان للدور الدبلوماسي.
وتساءل عن سبب الحشد البحري الأمريكي، لافتاً إلى أن هناك من يقول أنه لطمأنة لبنان، على الرغم من أن رسائل المصادر الأجنبية لاسيما الفرنسيين كانت قاسية، واعتبر أن هذا الحشد قد يكون لطمأنة إسرائيل لتمتنع عن التصعيد إن كان في غزة أو في لبنان.
من جهتهم، أصدر نواب المعارضة بياناً عالي النبرة، مشددين على أنه: لا للحرب، لا لجرّ لبنان نحو الدمار، لا لتحكّم أي كان بسيادة لبنان وبقرار الحرب والسلم، لا لإدخالنا في مجهول مغامرات لا مصلحة للبنان فيها.
وقال البيان: لقد دفع وطننا أثماناً باهظة في الأمس القريب والبعيد نتيجة الصراعات الإقليمية، إذ تفكّكت مؤسساته وانهارت مقوماته وهاجر جزء كبير من شعبه، معلنين أن موقفهم جاء نتيجة استمرار رفض انتخاب رئيس جمهورية، واعتراف الحكومة الصريح بعدم امتلاكها لقرار السلم والحرب، وانطلاقاً من التصاريح المتتالية لمسؤولي دولة إقليمية تريد تحويل لبنان إلى ساحة صراع ومواجهة تفاوض على حسابها.
وجدد النواب التأكيد على موقفهم الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني، مطالبين بإيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية وإقامة دولة مستقلّة، على أسس الأرض مقابل السلام التي كرستها مبادرة السلام العربية في قمة بيروت 2002.