فيما تشي كل المعطيات على الأرض بأن ساعة الصفر للغزو البري الإسرائيلي لغزة باتت وشيكة، وصفت منظمات دولية القطاع بأنه تحول إلى قطعة من الجحيم. فيما حذر مسؤولون فلسطينيون من نكبة جديدة على غرار عام 1948.
الوضع المأساوي في غزة مرشح للتدهور أكثر مع تناقص مهلة الـ 24 ساعة التي منحتها إسرائيل إلى سكان شمال غزة من أجل ترك بيوتهم والتوجه جنوباً.
وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، اليوم (السبت)، أن نقل أكثر من مليون فلسطيني من الشمال إلى الجنوب خلال تلك الفترة القصيرة، أمر محال. واعتبر بوريل أن إجلاء مليون مدني من شمال غزة أمر خطير للغاية ويكاد يكون مستحيلاً.
بالتزامن مع ذلك، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه المكثف والعنيف على مناطق مختلفة في القطاع المحاصر والمنكوب، مهدداً بالمزيد من الاستهدافات التي راح ضحيتها الآلاف من القتلى والجرحى.
وكان ما يقارب من نصف مليون فلسطيني تركوا منازلهم في شمال القطاع، أمس (الجمعة)، وتوجهوا نحو مناطق الجنوب، في رحلة تهجير جديدة كما وصفوها.
وسارعت مصر والأردن إلى إطلاق التحذيرات من إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم.
وعكست المخاوف العربية من أن تؤدي الحرب الدائرة في غزة إلى موجة جديدة من النزوح الدائم من الأراضي التي يريد الفلسطينيون بناء دولتهم المستقبلية عليها.
فيما رأى مراقبون أن الإنذار الإسرائيلي بإخلاء شمال القطاع مؤشر جديد على قرب التوغل البري، خصوصاً أن كل المعطيات العسكرية والتعزيزات التي دفع بها نحو حدود القطاع تشي بذلك. فيما اعتبره آخرون دعوة لتفريغ غزة من سكانها بغية الدفع بهم نحو الجنوب، ومن ثم تهجيرهم إلى سيناء.