– ما هو الابتزاز الالكتروني:
يعتبر مفهوم الابتزاز الإلكتروني من أكثر أنواع الانترنت انتشاراً في السنوات الأخيرة، خاصة في مجتمعاتنا العربية التي يصل فيها العدد الى مئات الشكاوى إلى مراكز الجرائم الالكترونية والمصادر الفنية.
الابتزاز الإلكتروني هو عملية تهديد وتخويف الضحية بنشر صور أو فيديوهات أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية ويعتبر شكل من اشكال جرائم الانترنت، الهدف من هذا التهديد هو الحصول على مبالغ مالية أو إجبار الضحية على القيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتز.
عادة ما يتم اختيار الضحايا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والمنتشرة بكثرة مثل (فيسبوك، انستقرام، تويتر) وغيرها العديد من المنصات.
– أسباب ودوافع الابتزاز الالكتروني
يسعى المبتز الى ابتزاز الضحايا لتحقيق المكاسب التي يسعى للحصول عليها من خلال تهديده وضغطه على الضحية، وقد تكون تلك الدوافع إما مالية، أو جنسية، أو انتقامية بالإضافة الى العديد من الدوافع الأخرى، سأذكر لكم أهمها:
أولاً: الابتزاز الالكتروني بدافع طلب الأموال.
يعتبر المال من الأهداف الأساسية والأولية التي يسعى اليها مجرمي الجرائم الالكترونية، حيث يعملون على ابتزاز الضحايا بعدم نشر صورهم او خصوصيتهم مقابل مبالغ مالية، وهذا النوع في غالب الأحيان لن يقوم بفضح الضحية، لانه يعلم انه إذا ما قام بذلك قد يخسر ورقة الضغط التي يتملكها للحصول على الأموال.
ثانياً: الابتزاز الالكتروني بدوافع جنسية.
وهو الابتزاز الذي يقوم به الجاني بتهديد الضحية بفضح امرها، او افشاء سر من اسرارها مستغلاً ضعفها نتيجة لتهديداتها، وينقسم الابتزاز الجنسي الى قسمين:
- || الابتزاز الجنسي الالكتروني: وهو الذي يكون من خلال التواصل الاجتماعي دونما يظهر المبتز هويته الحقيقة حيث تتنوع الأساليب حسب مرحلة الاجرام او الاضطراب النفسي الذي يسيطر على المجرم الالكتروني، فقد يطلب المجرم بعض الصور الخاصة بالضحية على ان تكون مخلة بالآداب وتارة أخرى قد يطلب تسجيلات صوتية وفيديوهات إيحاءات جنسية للضحية، حيث تنفيذ هذه الطلبات تزيد ادانة الضحية مما يودي بها الى هاوية القضية وتأزم وضعها أكثر في القضية بينها وبين المجرم.
- || الابتزاز الجنسي الواقعي (الفعلي): وهو ان يقوم المبتز بابتزاز الضحية بعد الحصول إقامة علاقة مشبوهة معها، والحصول على معلوماتها وصورها وتسجيلات صوتية لها وربما بعض التسجيلات المرئية، وبعد ذلك يقوم بابتزازها من شأن إقامة علاقة جنسية حقيقة وفي حال استسلمت الضحية لها ينتهي بها المطاف الى سرير الجاني مما يعرضها الى الاغتصاب، وبهذا تكون الضحية وصلت الى الهاوية فعلاً وقد يصل الامر بها الى الانتحار.
ثالثاً: الابتزاز الالكتروني بسبب دوافع انتقامية:
يأتي هذا الدافع في معظم الأحيان من العلاقات الاجتماعية السابقة او المنافسة في بيئة العمل او لربما في حقول النجاح ، ويكون هذا من خلال أساليب يتبعها المبتز بهدف الانتقام من الضحية بسبب الغيرة او ربما الحقد والانتقام ، ويريد تشويه سمعة الضحية او ربما التأثير عليها بطريقة سلبية في بيئة العمل او البيئة الاجتماعية ، من الأمثلة على ذلك : ابتزاز شاب لفتاة كانت على علاقة سابقة به وقد تركته ، فيقوم بتهديدها ان لم تعود له سوف يقوم بنشر الصور والمحادثات التي بينهم ، ومن الأمثلة الأخرى : ان يقوم شخص بالتسلل الى جهازك في بيئة العمل وارتكاب بعض التجاوزات او اجراء بعض المحادثات مع زميلات العمل ، وبعدها يقوم بتهديدك ان لم تنسحب من المنصب المرشح ، او مناقصة ما ، سوف يتم نشر بعض المحادثات او توجيه الاتهامات لك ببعض التجاوزات الحاصلة من جهاز الحاسوب الخاص بك.
- تعددت صور الابتزاز الالكتروني بدافع الانتقام ولا تنحصر فتختلف من شخص لآخر ومن غاية لأخرى، وباطلاعنا على القضايا التي تقع بصورة الابتزاز الإلكتروني بدافع الانتقام تبين انه أكثر الصور التي حدثت بهذا الدافع التي هي تكون بحكم العلاقات الاجتماعية او الأسرية السابقة كالخطبة او الزواج.
– صور واشكال اسقاط ضحايا الابتزاز الالكتروني
هناك العديد من الطرق التي يقع فيها الضحايا في الابتزاز الالكتروني وتكون اما بسبب ثقتهم الزائد ببعض الأشخاص او بسبب العلاقات المحرمة او الجهل في الحماية الالكترونية والاستخدام السيء للأنترنت، ويتم اسقاط الضحايا بعد صور منها:
- نفسية الضحية المهيئة للسقوط في وحل الابتزاز، وذلك نتيجة تصرفاته غير الأخلاقية.
- العلاقات العاطفية المحرمة من خلال شبكة الانترنت.
- الدخول الى مواقع الأفلام الإباحية والتي تعتبر أكثر المواقع تتبع للهاكر.
- مناقشة الأمور الخاصة والاسرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
- تسليم الاسرار الشخصية لأشخاص غير اهل للثقة.
- الدخول الى الروابط المشبوهة، مثل (مبروك ربحت ايفون أو ربحت ليرة ذهب).
- ارسال الصور الخاصة وخصوصاً صور الفتيات الخاصة بالمناسبات.
- غياب الوعي الكافي بكيفية الاستعمال الأمن للأنترنت يضع البعض أمام مصيدة الابتزاز.
-كيفية التخلص من الابتزاز الالكتروني
- التوقف عن مراسلة الشخص المبتز نهائياً، وتعطيل جميع قنوات التواصل التي ممكن ان يصل اليك من خلالها.
- عدم اظهار ضعفك او خوفك امام المبتز.
- التعامل مع المشكلة بحكمة وروية وهدوء تام، لمعرفة الوصول للحل بالشكل المناسب.
- إبلاغ من تثق في قدرتهم على مساعدتك في هذه المشكلة التي وقعت بها.
- عدم الانجرار الى ما يطلبه منك المبتز لأن طلباته لا تنتهي بأي شكل من الاشكال.
- التوجه الى الجهات الحكومية المختصة (المصادر الفنية أو الجرائم الالكترونية).
– كيفية الوقاية من الوقوع في الابتزاز الالكتروني
طرق الوقاية من الابتزاز الالكتروني كثيرة ومتعددة وجميعها تعطيك امان نسبي الى حدً ما، سوف اذكر لك اهم تلك الطرق:
- تعزيز الوعي الأمني في استخدام شبكة الانترنت.
- تفادي الاتصال في شبكات الانترنت العامة.
- عدم منح الثقة لأشخاص غير معروفين واقتصارها على الأهل والعائلة المقربة.
- عدم مشاركة الصور والفيديوهات الخاصة على شبكة الانترنت.
- عدم فتح الروابط المشبوهة ومجهولة المصدر.
- عدم قبول طلبات الصداقة المشبوهة.
- عدم فتح مكالمات صوتية او مرئية مع ارقام مجهولة.
وأخيرا يجب ان نفهم اننا في عالم الكتروني غير امن وقابل للاختراق في أي لحظة، لذا يجب علينا الحذر وحماية أنفسنا والتعامل بشكل سليم مع شبكة الانترنت ، وعدم التردد في التواصل مع الجهات الحكومية المختصة في حال تعرضتم لهكذا حالات.
