تصدّر تنظيم داعش الإرهابي ساحة الأحداث السياسية إقليمياً ودولياً من جديد، بعد أن هدد بشن عمليات ارهابية داخل القارة الأوروبية أخيراً، خصوصاً المناطق الأكثر ازدحاماً بالسكان بما فيها ملاعب دوري كرة القدم بالقارة العجوز.
وألقت التهديدات الإرهابية على الساحة السياسية والإعلامية في أوروبا وطرح تساؤلات كثيرة، حول مصادر تمويل التنظيم الإرهابي وقدراته العسكرية، واحتمال ظهوره على الساحة من جديد.
وقلل عدد من المراقبين من تلك التهديدات الإرهابية وإمكانية عودة التنظيم من جديد، مؤكدين أن تهديداته الأخيرة هي نوع من بث الاطمئنان في صفوف مقاتليه واستقطاب المزيد من العناصر وزرع الخوف والترقب في دول العالم.
ويرى الباحث في شؤون الجماعات المتشددة بالقاهرة الدكتور مصطفى أمين، أن تنظيم داعش الإرهابي يعد حالياً من أخطر التنظيمات الإرهابية الموجودة على الساحة على الرغم من هزيمته الإقليمية والخسائر التي مني بها داخل دول المنطقة، موضحاً أن تنظيم داعش أخطر بكثير من تنظيم القاعدة فالأول أصبح يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، كون أهدافه وتطلعات طويلة المدى ويزعم أنه يسعى لعودة دولة الخلافة التي كان يسعى إليها أيام وجوده في العراق وسورية.
وشدد أمين في تصريحات على ضرورة أخذ تهديدات التنظيم بمأخذ الجد والاستعدادات وعدم التراخي الأمني، ليس داخل أوروبا فحسب ولكن بدول العالم أجمع، مبيناً أن تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى التابعة له أصبح موجوداً بأعداد كبيرة في المجتمعات المتأثرة بالنزاعات مثل وسط وجنوب وغرب أفريقيا، مستغلاً تدهور الأوضاع الأمنية في تلك المناطق، لذا أصبح التعاون الدولي والإقليمي لمواجهة مثل تلك الجماعات أمراً في غاية الأهمية لخطره الداهم.
ولفت إلى أن القارة السمراء أصبحت مصدراً لتصدير عقيدة داعش التكفيرية والمدججة بالسلاح لدول العالم، خصوصاً أن لديها من المال والسلاح والمعدات العسكرية وشبكة الاتصالات متعددة اللغات، ما يكفي للدخول في مواجهات عنيفة.
ولفت الباحث المتخصص في الجماعات المتشددة، أن استمرار الحرب على قطاع غزة، واستهداف المزيد من المدنيين في القطاع، والمشاهد المؤثرة بحق الأطفال؛ توفر الأرضية للتنظيم لاستغلالها في دغدغة عواطف الشعوب واستقطاب مقاتلين جدد.