نحو 13 طائرة مسيرة استهدفت أمس العاصمة الروسية موسكو، أسقطت 8 منها، أما البقية فطالت أبنية في بعض الضواحي التي تصنف راقية إلى حد ما.
وصباح اليوم الأربعاء أيضا تكررت هجمات الدرون هذه، واستهدفت هذه المرة مصفاة نفط في بلدة قريبة من الحدود، جنوب روسيا، المرة الثالثة في أسبوع، ما ألحق أضرارا بعدة مبانٍ، وأشعل النيران في بعض السيارات.
ترهيب نفسي
لكن ما هي الرسالة من تلك الهجمات وفي هذا التوقيت بالذات؟
يبدو أن السلطات الأوكرانية قررت من ضمن هجومها المضاد أن تثبت معادلة كييف مقابل موسكو من الآن فصاعدا.
كما أنها أرادت، بحسب بعض الخبراء والمراقبين، إحداث تأثير نفسي. لاسيما أن العديد من الروس – ليس أقلهم النخب الأكثر ثراءً في مدن مثل موسكو وسان بطرسبرغ – كانوا يعتقدون أن الحرب بعيدة إلى حد ما عن حياتهم اليومية ولا تهددهم.
فيما اعتبر عدد آخر من المراقبين أن بعض هجمات المسيرات تأتي ضمن ما يسمى “عمليات التشكيل أو جس النبض والرصد” قبل الهجوم المضاد، ومن ضمنها محاولة استهداف البنية التحتية والخدمات اللوجستية، وفق ما نقلت صحيفة التلغراف.
في عقر داركم
أما الرسالة الثانية التي أرادت كييف إيصالها عبر هذه الهجمات فمفادها “أننا قادرون على نقل الحرب إلى أراضيكم وعقر داركم”، والتأكيد على أن القوات الأوكرانية قادرة على الالتفاف حول الدفاعات الجوية الروسية بشكل متكرر، وبالتالي لديها القدرة على ضرب العمق الروسي.
فيما لم يحدد رسميا بعد نوع الطائرات المسيرة المستخدمة في الهجوم، إلا أنه من الواضح أنها كانت عبارة عن درون طويلة المدى تحمل متفجرات.
بينما أظهرت بعض المقاطع المصورة التي التقطت لتلك المسيرات تشابها كبيرا مع طائرة UJ-22 التي كشفت أوكرانيا النقاب عنها عام 2021 وهي طائرة مسيرة صغيرة الحجم، يبلغ مداها 800 كيلومتر ويمكنها حمل ما يصل إلى 20 كغم (44 رطلاً) من المتفجرات.
يشار إلى أن كييف كانت أكدت أمس أن لا دخل لها بتلك الهجمات المباغتة، إلا أن أحد مستشاري الرئيس الأوكراني، أشار في الوقت عينه إلى أنه استمتع وفرح برؤية تلك المسيرات.
في حين جزمت موسكو مرارا بأن أصابع أوكرانية خلف تلك الهجمات.