أعلنت كوريا الجنوبية صباح الأربعاء أنّ بيونغ يانغ أطلقت ما وصفته بـ”صاروخ فضائي”، في خطوة فعّلت لفترة وجيزة أنظمة الإنذار في منطقة أوكيناوا اليابانية وأثارت ارتباكاً في سيول حيث أصدرت سلطات المدينة عن طريق الخطأ أمراً للسكّان بإخلاء أماكنهم.
وقالت هيئة الأركان المشتركة في سيول إنّ الجيش الكوري الجنوبي رصد إطلاق ما تقول بيونغ يانغ إنّه صاروخ فضائي يحمل قمراً اصطناعياً للاستطلاع العسكري.
كما أشارت هيئة الأركان في بيان إلى أنّ الصاروخ أُطلق من جنوب “منطقة مقاطعة تونغتشانغ في إقليم بيونغان الشمالي في كوريا الشمالية، قرابة الساعة 6:29 من صباح اليوم”.
اختفى سريعاً
من جهتها، نقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن رئاسة الأركان في سيول أنّ الصاروخ الكوري الشمالي اختفى سريعاً من على شاشات الرادار ممّا يرجّح أن يكون قد انفجر في الجوّ أو سقط وتحطّم.
وقالت رئاسة الأركان وفقاً للوكالة إنّ “المقذوف (الكوري الشمالي) اختفى من على شاشات الرادار قبل أن يصل إلى نقطة سقوطه المتوقّعة”، مشيرةً إلى أنّ الجيش الكوري الجنوبي يقيّم احتمال أن يكون الصاروخ “قد انفجر في الجو أو تحطّم”.
وبعيد عملية الإطلاق، أصدرت سلطات العاصمة تحذيراً للسكّان عبر رسالة نصّية قصيرة وصلتهم على هواتفهم النقّالة للاستعداد للإخلاء، بينما دوّت في وسط سيول صفّارات الإنذار.
“عن طريق الخطأ”
لكنّ وزارة الداخلية الكورية الجنوبية سارعت إلى القول إنّ “التحذير الذي أصدرته حكومة مدينة سيول في الساعة 06:41 صدر عن طريق الخطأ”.
بدورها، أطلقت اليابان تحذيراً لسكّان منطقة أوكيناوا الجنوبية.
وقال مكتب رئيس الوزراء في تحذير على تويتر بثّته محطة “إن إتش كي” التلفزيونية العامّة “كوريا الشمالية أطلقت على ما يبدو صاروخاً. من فضلكم احتموا داخل المباني أو تحت الأرض”.
لكنّ الحكومة اليابانية ألغت هذا الإنذار بعد 30 دقيقة، مطمئنة إلى أنّ كلّ الأخطار قد زالت.
وقال مكتب رئيس الوزراء على تويتر “من المتوقع ألا يصل الصاروخ المذكور إلى اليابان. لقد تمّ إلغاء الدعوة للإخلاء”.
“تحطم في البحر”
من جانبها، قالت كوريا الشمالية اليوم، إنّ قمر الاستطلاع العسكري الذي أطلقته “تحطّم في البحر”
وكانت كوريا الشمالية أكّدت في وقت سابق الثلاثاء عزمها على إطلاق قمر اصطناعي لأغراض التجسّس العسكري “لمواجهة التحركات العسكرية الخطرة للولايات المتّحد وأتباعها”.
اختبار صاروخ باليستي
وكان مسؤولون يابانيون أعلنوا الإثنين أنّ بيونغ يانغ أبلغتهم بأنّها ستطلق قمراً اصطناعياً اعتباراً من هذا الأسبوع، محذّرين من أنّهم يعتقدون أنّ نظام كيم جونغ-أون يعتزم في الواقع اختبار صاروخ باليستي في تحدٍّ للعقوبات الدولية المفروضة عليه.
والثلاثاء نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن ري بيونغ شول، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الحزب الحاكم، قوله إنّ “قمر الاستطلاع العسكري الرقم 1” سوف “يُطلق في حزيران/يونيو” بهدف “التعامل مع الأعمال العسكرية الخطيرة للولايات المتّحدة وأتباعها”.
ووفقاً لطوكيو فإنّ بيونغ يانغ أبلغت خفر السواحل اليابانية بأنّها ستطلق الصاروخ بين 31 أيار/مايو و 11 حزيران/يونيو وأنّ المياه الواقعة قرب البحر الأصفر وبحر شرق الصين وشرق جزيرة لوزون في الفيليبين تعتبر تالياً مناطق خطرة.
ويعني هذا التحذير في العادة أنّ حطاماً من الصاروخ أو بعضاً من طبقاته قد يسقط في هذه المياه.
كما أمرت وزارة الدفاع اليابانية سلاح الجو بتدمير أيّ صاروخ باليستي يتأكّد أنّه سيسقط في مياه اليابان.
وقالت الوزارة إنها ستسمح لقواتها باستخدام صواريخ “إس إم 3” وصواريخ “باتريوت باك-3” لإسقاط صواريخ على علوّ متوسط.