بعد الاتفاق بين طرفي النزاع في السودان على تمديد الهدنة السابقة، أكد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الموافقة على وقف النار لإيصال المساعدات للمحتاجين.
وقال البرهان، الثلاثاء، أثناء جولة لتفقد الجنود: “لم نستخدم حتى الآن القوة المميتة أو المفرطة، لكن إذا أصر الدعم السريع سنضطر لاستخدامها”.
في أول تصريح له بعد توقيع هدنة جديدة.. #البرهان: قواتنا الرئيسية لا تزال موجودة على الأرض#السودان#العربية pic.twitter.com/phoh4pJCmv
— العربية (@AlArabiya) May 30, 2023
كما أوضح أن “قواتنا الرئيسية لا تزال موجودة على الأرض، عكس ما يقال في الإعلام”.
كذلك أكد أن الجيش يسيطر على جميع المواقع العسكرية في البلاد بشكل كامل.
ثاني ظهور عام
يشار إلى أن هذا ثاني ظهور عام للبرهان منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل الفائت.
فقد نشر الجيش في 17 مايو الحالي، مقاطع مصورة تظهر البرهان وهو يتفقد جنوداً داخل مقر القيادة العامة في العاصمة الخرطوم.
تمديد الهدنة 5 أيام
يذكر أن السعودية والولايات المتحدة، كانت أعلنتا الاثنين، أن ممثلي الجيش والدعم السريع اتفقا في جدة على تمديد وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام.
كما أعلنتا أن الطرفين المتصارعين اتفقا على “مناقشة وقف إطلاق نار طويل الأمد، قد يستلزم إخلاء القوات من المناطق الحضرية، بما في ذلك منازل المدنيين”.
إلا أنهما شددتا على أنه “لا يزال يتعين على الطرفين التقيد بالتزاماتهما بموجب اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد المبرمة في 20 مايو الجري، وإعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان”.
اشتباكات متقطعة
وكانت الخرطوم قد شهدت الاثنين هدوءاً نسبياً مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد ساعاته الأخيرة، قبيل التوصل لاتفاق على التمديد.
غير أن تلك الهدنة القصيرة لم تخل من الانتهاكات، إذ اندلعت اشتباكات متقطعة بين القوتين العسكريتين خلال الأيام الماضية، على غرار ما حصل في الهدن العديدة السابقة.
أكثر من 700 قتيل
وكان الصراع بين البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (الملقب بحميدتي)، تفجر يوم 15 أبريل، بعد أن كانا يستعدان للتوقيع على اتفاق إطاري يحدد ملامح عملية انتقال سياسي جديدة في البلاد تمهد لإجراء انتخابات عامة تحت قيادة حكومة مدنية، بعد أن حلا معاً حكومة سابقة كانت مؤلفة من مدنيين في أكتوبر 2021.
ما قلب المشهد رأساً على عقب، ودفع البلاد إلى أتون الاقتتال، بعد أن كان الآلاف من السودانيين يأملون بالعودة إلى المسار الديمقراطي.
وأسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 700 شخص وإصابة آلاف آخرين، فضلاً عن نزوح قرابة 1.4 مليون شخص إلى أماكن أخرى داخل السودان أو إلى دول مجاورة، علماً أنه من المرجح أن يكون العدد الحقيقي للقتلى أعلى بكثير.
كما تعطل العمل في العديد من المكاتب الصحية والحكومية المعنية بتتبع عدد القتلى في الخرطوم التي يتركز فيها القتال، فضلاً عن المرافق العامة والمطارات والمصارف وغيرها. وسجلت وزارة الصحة بشكل منفصل وفاة مئات الأشخاص في مدينة الجنينة بإقليم دارفور الذي اندلع فيه القتال أيضاً.