تصاعدت حدة الاشتباكات بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، اليوم (الإثنين)، وسط قصف مدفعي عنيف وانفجارات في الخرطوم، في وقت شهدت ولاية الجزيرة أعمال نهب وسلب مع تقدم قوات الدعم السريع نحو جنوب البلاد. واتهم شهود عيان، أفراد الدعم السريع بنهب كل شيء من سيارات وعربات نقل التجارة وجرارات، في العيكورة بولاية الجزيرة، وسط تقدمها نحو الجنوب وفتح جبهات جديدة في الحرب.
وأكد الشهود أن الوضع في مدينة الحصاحيصا على مسافة 50 كلم شمال، لا يختلف عنه في مدينة ود مدني مركز الولاية.
ودفعت المعارك الدامية نحو 500 ألف شخص للنزوح من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة التي ظلت في منأى عن النزاع، لكن قبل أكثر من 10 أيام، تقدمت قوات الدعم التي تسيطر على معظم أنحاء العاصمة السودانية، على الطريق السريع الرابط بين الخرطوم ومدينة ود مدني، وسيطرت على قرية تلو أخرى.
وهاجمت قوات الدعم السريع في 15 ديسمبر ود مدني، ما دفع 300 ألف شخص إلى النزوح مجدداً سواء إلى مناطق أخرى في ولاية الجزيرة أو نحو الولايات المجاورة مثل سنار والقضارف، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.
ميدانياً، أفاد شهود عيان وسكان أن الجيش السوداني والدعم السريع تبادلا، (الإثنين)، القصف المدفعي العنيف في عدد من المناطق في الخرطوم. وبحسب وكالة أنباء العالم العربي، فإن القصف الذي تشهده العاصمة يأتي بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين الجانبين في ولاية سنار جنوب شرق السودان.
وأوضح شهود وسكان أن الدعم السريع شن هجوماً بالمدفعية هو الأعنف من نوعه على مقر سلاح المهندسين جنوب مدينة أم درمان، وسلاح الإشارة في بحري ووادي سيدنا شمال أم درمان، فيما رد الجيش بضربات مدفعية على مواقع للدعم السريع شرق وجنوب الخرطوم. وأفاد الشهود بأن قصفا مدفعياً مكثفاً من محاور عدة استهدف سلاح مقر المهندسين.
وكانت قوات سلاح المهندسين أعلنت، الأسبوع الماضي، تمشيط أحياء الفتيحاب والمربعات والراشدين وحمد النيل والدوحة المحيطة بالسلاح.
وتشهد أحياء وقرى جنوب ولاية الجزيرة وغرب ولاية سنار، معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الثالث على التوالي، إذ تحاول قوات الدعم السريع التقدم إلى ولاية سنار جنوب شرق البلاد، بعد أيام من سيطرتها على ولاية الجزيرة في الوسط عقب انسحاب الجيش منها.