وصف رئيس بعثة اللجنة الدولية في السودان بيير دورب مدينة، ود مدني في ولاية الجزيرة بالسودان، بأنها فخ آخر للموت ، إذ طالتها نار المواجهات بعد أن قصدها آلاف النازحين من العاصمة الخرطوم هرباً من الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع، ما اضطر الآلاف خلال الأيام الماضية من الهروب منها مجددا نحو ولاية القضارف. وأفاد شهود عيان ومصادر سودانية بأن المرافق الصحية والمستشفيات في المدينة تعرضت إلى شتى أنواع الانتهاكات. وأعلنت نقابة أطباء السودان في بيان لها، اليوم (الجمعة)، أن جميع المرافق الصحية في ود مدني خرجت عن الخدمة.
وذكرت أن ود مدني مركز رئيسي للخدمات الصحية وبالتالي فإن خروج مستشفياتها عن الخدمة سيؤدي إلى انهيار كامل وخطير في المنظومة الصحية على مستوى السودان.
وكانت مستشفيات المدينة تعرضت خلال الفترة الماضية مع سيطرة الدعم السريع عليها إلى عمليات نهب وتخريب واسعة. يذكر أن ود مدني شكلت مركزًا رئيسيًا للخدمات الصحية في عموم السودان بعد خروج أكثر من 90% من مستشفيات الخرطوم عن الخدمة.
وتحولت المدينة إلى مركز رئيسي للنازحين ولعمليات الإغاثة، لكن مع امتداد المعارك إليها تعالت الأصوات المحذرة من المخاطر المحدقة بالنازحين والمنظومة الصحية والإغاثية للمدينة.
وأسفرت الحرب التي اندلعت في السودان منتصف أبريل الماضي بين القوتين العسكريتين الكبيرتين، عن سقوط أكثر من 12 ألف قتيل حتى مطلع ديسمبر الجاري، وفقا لحصيلة أوردتها منظمة أكلد المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات.
وأدت الحرب إلى نزوح 7.1 مليون شخص داخل السودان، فيما لجأ أكثر من 1.5 مليون إلى الدول المجاورة، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك (الخميس)، واصفا ما يجري بـ أكبر أزمة نزوح في العالم .