ساد هدوء حذر في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الجمعة، بعد موافقة طرفي الصراع، الجيش والدعم السريع، مساء أمس، على تمديد الهدنة لـ 72 ساعة إضافية.
فيما شكك عدد من المراقبين بصمود هذه الهدنة الخامسة، التي أعلن عنها منذ انطلاق القتال العنيف بين القوتين العسكريتين، لاسيما أن بعض الخروقات سجلت في اللحظات الأولى للإعلان عنها.
هل تصمد؟
وفي هذا السياق، رأى المحلل العسكري، الفريق فتحي الرحمن محيي الدين، في اتصال مع العربية/الحدث من الخرطوم أن تلك الهدنة لن تصمد كما سابقاتها، التي هزتها العديد من الانتهاكات.
بالتزامن أفاد مراسل العربية بتنفيذ الجيش طلعات جوية فوق مقر القيادة العامة، فيما سمع دوي إطلاق مضادات أرضية من قبل الدعم السريع.
وكانت المعارك الدامية بين الطرفين تواصلت أمس الخميس لليوم الثالث عشر، حيث عاشت العاصمة الخرطوم على وقع القنابل وتبادل النيران، فيما احتدم القتال بدارفور في غرب البلاد بعد تجاهل طرفي النزاع الهدنة المتفق عليها.
لكن في الساعات الأخيرة قبل انتهاء وقف إطلاق النار الذي تم انتهاكه بشكل متكرر منذ ثلاثة أيام، أعلن الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو موافقتهما على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة إضافية، بمساعٍ أميركية وسعودية.
فيما رحبت السلطات والدول الأجنبية الساعية لإنهاء القتال بتمديد اتفاق وقف إطلاق النار، ودعت إلى تنفيذه بالكامل. وفي بيان مشترك، رحب أعضاء الآلية الثلاثية (الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية والأمم المتحدة) والرباعية (السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة) باستعداد طرفي النزاع “الانخراط في حوار من أجل التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.
يذكر أنه منذ اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل، جرى التوصل إلى عدة هدن لكن جميعها فشلت في الثبات، وتخللتها العديد من الانتهاكات.
وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 512 شخصًا على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة السودانية، لكن عدد الضحايا قد يكون أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر.