فيما دخلت الحرب على غزة يومها الـ45، اليوم (الإثنين)، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها الكثيفة على القطاع، واستهدفت مجدداً مستشفى الإندونيسي وحاصرته ما أخرجه عن الخدمة، ومدرسة تؤوي نازحين في مخيم البريج.
وأعلنت إسرائيل توسيع عملياتها في شمال القطاع، مؤكدة مقتل اثنين من جنودها، وقتل 3 من قادة الجناح العسكري لحماس. وزعمت العثور على مستودعات ذخيرة وتدميرها.
ورغم أن مجلس الحرب الإسرائيلي لم يتخذ بعد قراراً ببدء المرحلة التالية من الحرب، إلا أن الجيش بدأ يتحدث عن الاجتياح البري لجنوب القطاع، وسط توقعات بأن تواجه إسرائيل أصعب مرحلة في الحرب.
ونقلت وول ستريت جورنال عن ضباط ومحللين إسرائيليين قولهم: إن القوات الإسرائيلية تمكنت من السيطرة على شمال غزة، لكنها لم تدمر سوى جزئياً قدرات حماس العسكرية ولم تأسر أو تقتل العديد من كبار قادتها.
وتحدث قادة إسرائيليون عن التحول نحو الجنوب في الأيام الأخيرة، ما يشير إلى أن العديد من مقاتلي حماس فروا إلى هناك مع دخول القوات الإسرائيلية، وأن بعض القادة ربما يختبئون في بلدات ذات كثافة سكانية عالية، أو في أنفاق تحت الأرض، التي شهدت غارات جوية أقل وقتالاً أقل من مدينة غزة شمالاً.
وأفادت الصحيفة بأن من المؤكد أن حماس ستثبت كونها خصماً أكثر تصميماً في الجنوب، إذ لن يكون أمام المقاتلين إلا القليل من الخيارات المتبقية غير القتال.
وقال ضباط إسرائيليون سابقون إن الأسرى أفضل وسيلة ضغط يمتلكها قادة حماس للبقاء على قيد الحياة في ظل التحول الإسرائيلي نحو الجنوب.
وتوقع مسؤولون وقادة إسرائيليون أن خطة مهاجمة حماس في الجنوب يمكن أن تشبه تقدمها في الشمال، لكن الأمر سيكون معقداً بسبب العدد الكبير من المدنيين المكتظين في المنطقة.
من جهتهم، كشف مسؤولون أمريكيون أنهم يحثون إسرائيل على تأخير عملياتها المتصاعدة في الجنوب حتى تفكر في خطط لحماية المدنيين الذين فروا إلى هناك بأعداد كبيرة هرباً من القتال في الشمال.
في المقابل، يعتقد مسؤولون إسرائيليون أنه ليس أمامهم خيار سوى غزو جنوب ووسط غزة لتحقيق هدف إزاحة حماس من السلطة.
ومن المرجح أن تقوم الطائرات الحربية الإسرائيلية بتكثيف قصفها على خان يونس ورفح، وهي المناطق الحضرية المكتظة بالسكان في الجنوب، التي يعتقد أنها مليئة بأنفاق حماس، مثل مدينة غزة في الشمال.
ووفق المخطط، فإن القوات البرية ستتقدم من اتجاهات متعددة، لعزل معاقل حماس وتطهيرها ببطء من المقاتلين فوق الأرض. وقال ضابط عسكري إسرائيلي متقاعد ومسؤول استخباراتي سابق، إن الهجوم الإسرائيلي سيبدأ من القصف جواً ثم من البحر ومن الأرض ثم تدخل المشاة والدبابات.
ومن المتوقع أن تستمر المرحلة الحالية من العملية العسكرية في شمال غزة لأسابيع قبل أن يتجه جيش الاحتلال نحو الجنوب، وفقاً لتقييم المخابرات الأمريكية الذي وصفه مسؤول أمريكي للصحيفة.