كلما ضاقت الأرض بما رحبت على محيطنا العربي، وجوارنا الإقليمي، وفضائنا الإسلامي، لجأ الساسة وصناع القرار لعاصمة العرب والمسلمين، قاصدين (الرياض) بكل حسن ظن، وبُعد نظر؛ إيماناً راسخاً منهم بأن قادة المملكة بما وهبهم الله من مكانة وقبول وقدرة على اتخاذ القرار الأمثل، هم مفتاح الحلول لكل أزمات البشرية.
هذا الإيمان الراسخ للمُنصفين لم ينشأ من عاطفة جياشة، ولا ينبع عن مجاملة أو مبالغة أو تملق، إذ إن المعطيات على أرض الواقع، والأحداث بمجرياتها تؤكد أن وطننا مرتقٍ في مستوى الأحداث، ولم يتبرم بما تفرضه وتحتمه الأزمات من دور أممي وإنساني.
وبقدر ما كانت جبهات تشتعل بالتدافع؛ من سماسرة المنافع، وميادين وأحياء تصطلي بنيران المدافع، بقدر ما كانت القيادة السعودية، تتحمل مسؤوليتها كاملة دون انصراف إلى توجيه اللوم للمتسبب، ولا معاتبة اللاعبين على حبال السياسة، فالمأساة لا تحتمل إلا مباشرة العلاج والتطبيب بكل ما يمكن سياسياً وإغاثياً.
وفي زمن قياسي، وجهت الدعوات لعقد قمم على مستوى قادة العالمين العربي والإسلامي، واضطلعت بدورها كما يجب، كون ما ترتكبه آلة الحرب الإسرائيلية من تدمير وقتل، يمتد تأثيره لكل الوجدان العروبي، ما يحتّم أداء يمليه الواجب، بالضغط على المؤثرين عالمياً لوقف الحرب، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة، وحماية المدنيين والأبرياء والمقدسات من التطاول الآثم.
وفي عز الانشغال برؤيتنا ومخرجاتها، لم تنس القيادة السعودية ما ينتظر منها العرب والمسلمون قوله، فقالت ما يبعث الطمأنينة، وفعلت ما يؤمله الفلسطينيون من شقيق أكبر، لم يقف يوماً من قضاياهم موقف المتفرج.