منذ بدء معركة طوفان الأقصى، السبت الماضي، تضج الأوساط الإسرائيلية، خصوصاً بين ضباط وجنود جيش الاحتلال، بروايات حول اختراق حركة حماس لجيش الاحتلال والاستخبارات. وقال الضابط في جيش الاحتلال أفرايم غانور: هكذا جعلت عملية حماس مؤسستنا الأمنية عارية، وسيسجّل 7 أكتوبر 2023، بصفته أكثر الأيام صعوبةً وفظاعةً في تاريخ إسرائيل، هو أفظع من 6 أكتوبر 1973، وأيّ مقارنة بينهما خاطئة، مضيفاً: في حرب 1973، واجهنا جيوش مصر وسورية، ومئات الدبابات، وأكثر من مليون جندي، وأسلحة طيران مجهزة بطائرات حربية، ومنظومات صاروخية فعالة مضادة، أما السبت (أول أيام الطوفان) تسلل إلينا بضع عشرات من المسلحين سيراً على الأقدام، أو شاحنات، أو دراجات نارية، واجتازوا الأسوار بسهولة، والعائق العسكري الكبير باهظ التكلفة، واحتلوا 22 مستوطنة، وحطموا النظريات الدفاعية المهووسة، وفشلت إسرائيل مجدداً.
فيما يروي أحد جنود الاحتياط بجيش الاحتلال بمستوطنات غلاف غزة شهادته حول اللحظات الأولى لبدء اقتحام مسلحي الفصائل، بأنه من أول من شهدوا طلائع الهجوم المفاجئ. وقال جندي الاحتياط إنه وبعد سماع صوت الصواريخ أدرك أن تسللاً يحدث، وانضم لفرقته، وواجهوا 10 مقاومين بأسلحة دقيقة التوجيه، بينما لم يكن بحوزتهم سوى مسدسات وبنادق مزدوجة الماسورة. وأضاف: لقد تعرضنا للخيانة بأبشع طريقة ممكنة، والجيش لم يتواصل معنا لساعات، وتخلى عنا، لم يعد بإمكاننا البقاء هنا.
وقال محللون عسكريون وضباط في جيش الاحتلال: هل اخترقت حماس جيشنا واستخباراتنا، لقد كان طائر واحد يمرّ عبر السياج كفيل بإيقاظ كلّ الجنود المكلفين بالبقاء وعيونهم متسمّرة أمام الشاشات، وتساءلوا: كيف يدخل مئات المقاتلين من فوق الأرض، وفي وضح النهار ولا يشعر أحد، أين اختفى هؤلاء، ولماذا، وما هو الثمن، وكيف نجحت حركة مسلّحة موجودة تحت راداراتنا في خطف الدولة بأكملها؟.