لليوم الثاني على التوالي يتواصل القتال بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس على طرفي حدود غزة، اليوم (الأحد). وفيما أعلنت إسرائيل الحرب رسميا، ما يعني تفويض الجيش بالسيطرة على الوضع كليا، ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 600، والفلسطينيين إلى أكثر من 300 حتى الآن، بحسب مصادر من الجانبين.
وحذر خبراء عسكريون من أن ما يجري من استعدادات إسرائيلية عقب عملية طوفان الأقصى المباغتة والتي تسببت في صدمة كبيرة داخل إسرائيل، يشير إلى أننا أمام حرب صفرية، فإما حماس، أو إسرائيل. واعتبر قيادي في الجهاد أن وقف إطلاق النار قريبا أمر مستحيل، في وقت أكد جنرال إسرائيلي أنه لا نهاية قريبة للحرب في غزة.
وفي خطوة كانت متوقعة، دخل حزب الله اللبناني على خط المواجهات باستهداف شمال إسرائيل بأربع قذائف، ورد جيش الاحتلال بقصف الحدود اللبنانية واستهدف خيمة للحزب نصبها في مزارع شبعا. وتنفس اللبنانيون الصعداء خشية أن يمتد طوفان الأقصى إلى ما تبقى من بلدهم.
وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن عدد الجرحى نحو 1900، ونشرت شرطة وجيش الاحتلال أسماء 56 ضابطا وجنديا كانوا من بين القتلى.
وتواصل إطلاق صافرات الإنذار في غلاف قطاع غزة بالتزامن مع قصف الجيش الإسرائيلي لمواقع قال إنها لحماس، فيما تؤكد مصادر فلسطينية أن القصف طال منازل وأبراج مدنية. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاشتباكات تتواصل في 6 مواقع في غلاف غزة. وأفصحت صحيفة جيروزاليم بوست، بأنه وفقا لتقرير غير رسمي، فإن هناك 750 إسرائيليا في عداد المفقودين.
ولم تتوقف غارات إسرائيل العنيفة ضد الأحياء والمباني السكنية والمساجد والأراضي الزراعية في غزة، ما خلف حتى الآن نحو 313 قتيلا، وجرح أكثر 2000 شخص، فيما نزح نحو 20 ألف فلسطيني إلى مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا.
وأعلن جيش الاحتلال أنه هاجم 426 هدفا ادعى أنها لحماس، بينها 10 أبراج سكنية.
واستخدمت إسرائيل في حربها على غزة الزوارق والمقاتلات الحربية، التي سوّت أبراجا سكنية بالأرض، ودمرت مقرات بنكين، والعديد من منازل المواطنين في أنحاء متفرقة من القطاع.
وأظهرت مقاطع مصورة حجم الدمار الذي لحق بالقطاع، والأوضاع الصعبة التي يعيشها سكانه، الذين فقد الكثير منهم بيوتهم وممتلكاتهم. ووصف غزاوي يقف على ركام مبنى سكني يضم عشرات العديد من الأسر، بأن ما يحدث هنا دمار شامل.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أن مقاتليها تمكنوا من التسلل إلى العمق الإسرائيلي، مؤكدة استمرار عملية طوفان الأقصى، وأن المواجهة لم تنته بعد. وقال المتحدث باسمها أبو عبيدة إن المقاتلين يديرون عملياتهم باقتدار داخل عسقلان، لافتا إلى دعم الموجودين في سديروت بقصفها بـ100 صاروخ.
وتكشف الحرب على غزة في يومها الثاني أن الانتقام الشديد الذي توعد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يقتصر على حماس فقط، إذ باتت غزة كلها نساءً وأطفالا ومسنين، أهدافا مشروعة، في وقت شيع أهالي غزة مئات القتلى، وسط سيناريوهات أسوأ خلال الأيام القادمة.