مقالات

إعلامي أم إعلاني؟!

توسعت في مقال سابق تحت عنوان هل أنت إعلامي في وصف وتفنيد الإعلامي، ومن يستحق أن يطلق عليه هذا المسمى، وأنه صفة يتصف بها الشخص ولا يطلقها على نفسه، بل يعرف بها من خلال ممارسته لأوجه الإعلام المختلفة.
اليوم هناك ربط عجيب بين الإعلامي والإعلاني، بينما في الحقيقة شتان بين الشخصيتين؛ لأن من المهنية من المفترض على الإعلامي ألا يكون إعلانيا لمعايير أخلاقية في المصداقية التي تتعارض مع رغبات المعلنين؛ فمهما كانت الجودة للمنتج لابد من وجود رأي آخر وهذا يتعارض مع رغبة المعلن الذي يدفع مقابل إظهار الصورة الأمثل لمنتجه.
وجاء تصريح موثوق ليمنح الصبغة الرسمية للأشخاص المعلنين لممارسة الدور الإعلاني بطرق رسمية والسعي من خلالها للحد من التجاوزات وهو تصريح مخصص للأفراد المعلنين بينما لا يشمل الكيانات الإعلامية التي لديها دور منفصل ما بين الإعلام والإعلان داخل مؤسساتها.
كل من يمارسون الدور الإعلاني من مشاهير ومؤثرين وصناع محتوى هم إعلانيون من خلال دورهم الذي يقومون به اعتمادا على رأي المعلن حتى لو أرادوا إظهار الرأي الآخر لن يظهروا إلا الرأي الذي يتفق مع توجه المعلن، في حين يتعارض ذلك مع دور الإعلامي الذي يتبنى الرأي الآخر الذي يتعارض مع الرأي الظاهر ويترك الحكم للمتلقي، ولا يعني ذلك أن بعض الكيانات الإعلامية لم تكن تخدم مصالحها مع المعلن في ذلك الوقت لكنه دور يمارس من قبل فريق الإعلان وله صفحة مخصصة يتم تبويبها تحت مسمى إعلان حتى لو كانت منتجة بصياغة إعلامية وليست إعلانية.
لابد أن يعي الجميع أن الإعلاني ليس إعلاميا، مهما حاول إضفاء الصبغة الإعلامية على محتواه، كما أن الإعلامي من المفترض ألا يزاول الإعلان، مهما كانت الظروف، أو يتجرد من الصفة الإعلامية بشكل واضح، لأنها ستضعه تحت رحمة المعلن، وتفقده أمانة الكلمة، ومصداقية الحرف، وشفافية الرأي والرأي الآخر.
المصدر
حاتم المسعودي - مكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى