فيما أعلن الجيش الأوكراني مقتل قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود الأدميرال فيكتور سوكولوف في الهجوم الذي نفذه على مقره الجمعة الماضية في سيباستوبول بشبه جزيرة القرم، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن جندياً واحداً في عداد المفقودين، بعد أن أبلغت في البداية عن مقتل شخص.
وكشفت القوات الأوكرانية الخاصة في بيان لها، اليوم (الإثنين)، مقتل 34 ضابطاً بينهم قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود، مؤكدة أن المقر بات غير قابل للإصلاح، وفق زعمها. وتعهدت بأنها ستكشف في أسرع وقت عن تفاصيل الهجوم الذي وقع أثناء انعقاد اجتماع لقيادة البحرية الروسية، بحسب قولها.
وأدى الهجوم إلى تصاعد أعمدة الدخان الأسود من المبنى الواقع في وسط سيفاستوبول، أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا إلى أراضيها في عام 2014.
ويعمل الأسطول الروسي في البحر الأسود وبحر آزوف والبحر الأبيض المتوسط، ويتمركز في ميناء سيفاستوبول، الذي يشكل أحد مراكز قيادة العمليات الروسية ضد أوكرانيا. ويضم هذا المقر العام 6 طرادات صواريخ موجهة، و7 غواصات هجومية تعمل بالديزل، و7 سفن إنزال إلى جانب زوارق إنزال عالية السرعة وكاسحات ألغام بحرية وزوارق مكافحة التخريب.
في غضون ذلك، كشف معهد دراسات الحرب الأمريكي (آي إس دبليو) أن القوات الأوكرانية أخفقت في اختراق جميع المواقع الدفاعية الروسية في قرية فيربوف غرب زاباروجيا، إلا أنها حققت بعض التقدم في أحد المحاور التي يجري القتال فيها جنوب شرقي البلاد.
وأفاد المعهد، في أحدث تقييم له لمسار ومجريات حرب أوكرانيا، بأن القوات الأوكرانية تعمل على تعميق تقدمها في منطقة زاباروجيا عبر مهاجمة نوفوبروكوبيفكا، وهي قرية تقع على خط المواجهة على بعد 1.5 كيلومتر جنوب روبوتين.
ولفت التقرير إلى أن الهجمات المضادة المتزامنة التي تشنها أوكرانيا في باخموت وجنوب أوكرانيا ستعيق جهود روسيا التي تعيد نشر احتياطياتها الجديدة لصد الهجوم، ومنعه من تحقيق مزيد من التقدم.
وفي موسكو، أكد محللون عسكريون روس إخفاق الهجوم الأوكراني المضاد. وعزا الخبير العسكري العميد المتقاعد في قوات الدفاع الجوية الروسية ميخائيل خودارينوك ذلك إلى عوامل، منها: التفوق الجوي، ووسائل الاستطلاع الحديثة التي مكّنت الجيش الروسي من رصد تحركات القوات الأوكرانية، خصوصاً أن تضاريس جنوب أوكرانيا تخلو من المواقع التي تسهل على قواتها عمليات التمويه والاختباء، إضافة إلى قلة عدد القوات الأوكرانية التي تعاني نقصاً حاداً في الذخيرة، ما حوّل هجومها المضاد إلى مغامرة انتحارية، بحسب رأيه.