دخلت الولايات المتحدة الأمريكية على خط الأزمة في السويداء التي بدأت منذ الشهر الماضي باحتجاجات واسعة ضد الحكومة السورية، مطالبة بالكثير من الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وسط حالة من التعبئة والاستمرار في صفوف المدنيين للحراك على خلفية هذه الاحتجاجات.
وفي نقلة نوعية في الموقف الأمريكي، أجرى النائب فرينش هيل اتصالين هاتفيين مع حكمت الهجري، أحد المرجعيات الدينية المعروفة في السويداء، وناقش الحراك المدني وأهداف هذا الحراك على المستوى الدرزي، إذ تعتبر الغالبية العظمى من أهالي السويداء من الطائفة الدرزية.
وجاء اتصال السيناتور الأمريكي مع الهجري، بعد يومين من تصريحات السفارة الأمريكية في سورية، بأنها لا تسمح للحكومة السورية باستخدام العنف واستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين في السويداء، ما اعتبره محللون موقفاً أمريكياً متقدماً ومؤيد للمظاهرات.
وفي الوقت ذاته أجرى النائب فرينش هيل، اتصالاً مع قائد ما يسمىجيش سورية الحرة في قاعدة التنف العسكرية العقيد محمد فريد القاسم، وهي مجموعة عسكرية مدعومة من الولايات المتحدة، وجرى النقاش حول مكافحة تهريب المخدرات وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان.
التحركات الأمريكية على المستوى السياسي والعسكري في سورية، تشير إلى أن ثمة تحركاً وتحولاً متقدماً في السياسة الأمريكية في سورية، في ظل استمرار العقوبات الأمريكية على الحكومة السورية، ورفض التطبيع دون خطوات مقابلة من دمشق.
التصريحات الأمريكية سبقتها تصريحات المبعوثة البريطانية لسورية إنا سنو، إذ حذرت في تغريدة لها على منصة إكس، من استخدام الحكومة السورية العنف ضد المتظاهرين في السويداء.
وبالنظر إلى التزامن في التصريحات الأمريكية والبريطانية، فإن التوافق الغربي على ضرورة إبقاء المظاهرات في السويداء قائمة، للضغط على الحكومة السورية من الجهة الجنوبية للقبول ببعض التنازلات السياسية وربما الأمنية.
لكن الأمر الذي يبعث على القلق في سورية وخصوصاً في السويداء جنوباً، هو الحديث اليوم في الأروقة الأمريكية عن منطقة حظر طيران فوق السويداء، لمنع تكرار عمليات القصف ضد المدنيين في حال استمرت المظاهرات، ما يشير إلى بداية جديدة لنوع من الاحتجاجات ضد الحكومة السورية على مقربة من العاصمة دمشق، في الوقت الذي يغلي الشارع السوري وسط وضع اقتصادي خانق وإمكانات حكومية ضعيفة لإنعاش الوضع الاقتصادي.
في غضون ذلك، التقى السفير الروسي في إسرائيل أناتولي فيكتوروف، رفقة وفد رفيع من السّفارة، الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحيّ للطائفة الدرزية في إسرائيل.
تركز النقاش بشكل واضح وصريح على الأوضاع في السّويداء، التي تشهد احتجاجات متواصلة منذ عدة أسابيع.
وقال الشيخ موفق طريف خلال اللقاء: إن أبناء الطائفة في سورية خرجوا إلى الشّوارع بشكل سلمي للتّعبير عن موقفهم تجاه الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة، وهي مطالب أساسيّة وعادلة لمواطنين مخلصين قدموا الكثير من أجل بلدهم ووطنهم، مطالباً السفير بنقل رسالة عبر الخارجية الروسية إلى حكومة دمشق حول ضرورة سماع صوت المحتجين وتلبية طلباتهم.
زيارة السفير الروسي إلى طريف جاءت للتأثير على الشيخ حكمت الهجري في السويداء والتأثير على سير الاحتجاجات، إذ يرتيط الهجري مع طريف بعلاقة المرجعية فضلاً عن العلاقة الشخصية.
ويعتبر الشيخ موفق طريف من الشخصيات المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فضلاً عن علاقاته الخاصة مع روسيا.