مقالات

مساحات تويتر إثراء أم ثرثرة؟!

الحضور الاجتماعي نقيض العزلة.. الشعور بالتواجد حالة يطلب أن يعيشها أحدنا في كل مجتمع ممكن سواء واقعياً أو افتراضياً..

تويتر أتاح مساحات اجتماعية يمكن أن تمنح البعض تواجدًا في عدد من المجموعات وإن اختلف عدد المشاركين فيها ، وترتبط بارتباط المستخدم بمعرفه على تويتر، ومدى متابعته لأشخاص منتسبين لتويتر حين ينضمون إلى تلك المساحات المختلفة..

هذه الخاصية تعتبر مبتكراً جديداً تطرقت إليه نظريات الاتصال بشكل عام، وفندت مستويات قبول التعاطي معه بين المبادرين والمتأخرين والرافضين.. وتفاوت قبول استخدام هذه المساحات من البعض ما بين المتعجل والمتأني، والمتردد والمبادر.

وتنوعت موضوعاتها حيث تناولت عدداً من المجالات.. وبحسب المتابعة وجدت أن المساحات الرياضية كانت طاغية، وبكثافة شديدة وذلك يتلائم مع حمى المجال الرياضي الذي يعد مجالاً تحيزياً، وتعبوياً مثيراً.. يجد الكثير من عشاق الرياضة فرصتهم في تلك المساحات وبالذات حين يسمح لهم بالتحدث في شؤون أنديتهم أو في القضايا والموضوعات الرياضية المختلفة. وطالت المساحات بعض المجالات الأخر كالأسهم والفن والموضوعات العامة والجدلية.

ووجد الكثير من المشاركين في تلك المساحات مبتغاهم، وإشباعاتهم المختلفة فبحثوا عن تحققها وسدها.. هذه التفاعلية الجديدة صنعت حراكاً جدلياً، وساحات لتبادل الآراء حول قضايا مختلفة، وبأساليب متعددة، وأظهر المشاركون في تلك المساحات أنماطاً شخصيةً في طريقة التحاور، ومبادلة الأفكار، والجدل حول أي قضية.. كما برزت شخصيات البعض وقدراته وأخلاقياته في التعامل مع الآخر بين السلب والإيجاب.

هذه المساحات أفرزت أيضاً شيئاً من الإشكالات على مستوى المحتوى أولاً حيث انطلقت بعض المساحات للخوض في موضوعات دينية جدلية، أو سياسية، أو اتجهت إلى إثارة أنواع من التعصب والتخاصم فيما بين المشاركين.. وتعدى الأمر إلى أن أطروحات البعض في تلك المساحات كانت سبباً في إشكالات قانونية وصلت إلى المحاكم والقضاء.

لم يستوعب الكثير فكرة تلك المساحات حيث اختزلها في رغبته بالمشاركة والكلام في قضية المساحة، وإبراز صوته ورأيه فكان التكرار الشخصي للحضور والطرح متواجداً وتنقلاً بين المساحات بكثافة فكرر البعض أنفسهم بذات الآراء ونفس الأسلوب واللغة والاتجاه. وكانت الثرثرة حاضرة بقوة قلصت قيمة الإثراء.

هذا الواقع التفاعلي الجديد يعتبر خياراً مهماً لدى المشارك يجعله يعيد إنتاج نفسه في كثير من اهتماماته، وينطلق منها إلى إظهار قدراته وإمكاناته في اتجاهات متنوعة، ويستطيع أن يحقق له حضوراً اجتماعياً مفيداً ونافعاً.. المهم أن يكون لتشاركيته ضابطاً ومعرفة حقيقية بكيفية أنماط الاستفادة والمشاركة.

ويبقى القول: على الجمهور أن يختار وينتقي شكل صورته التي سيقدمها عن هويته وفكره في مساحات التشارك مع أناس قد يعرف بعضهم، وبعضهم غرباء لذلك عليه أيضاً ألا يهدم طبيعته الكريمة لأجل مشاركات هوائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى