أكد شرعيون ومحامون لـالوطن أن الإعلانات عن المنتجات المزيفة التي يروج لها بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي تدخل ضمن ما يعرف شرعيا بـبيع الغرر، وهو طرح سلعة مخالِفة للمواصفات يقال إنها من أجود الأنواع. فيما أكدوا أنه يحق للمتضررين اللجوء إلى الجهات المعنية والاستناد في مرافعاتهم إلى نظام مكافحة الغش التجاري.
حملة تبليك المشاهير
اتهامات بالتأثير على المراهقين والأطفال
تهدف لإلغاء متابعة مشاهير يبثون إعلانات لمنتجات غير أصلية
اتهامات بأضرار للمتابعين
نظام مكافحة الغش التجاري
المادة الثانية
يقع تحت طائلة المساءلة كل من خدع أو شرع بأي طريقة أو باع أو حتى عرض أو حاز منتجا مخالفا للمواصفات
تصدرت #حملة_تبليك_المشاهير الحملات الاجتماعية في مواقع التواصل الاجتماعي تويتر خلال الأيام الماضية، طالب فيها المواطنون والمقيمون بإلغاء متابعة المشاهير في مواقع التواصل، وتحديداً من يقوم ببث إعلانات لمنتجات غير أصلية تسببت بضرر لعدد من المتابعين، إلى جانب تأثر الأطفال عن طريق تقليد تلك الفئة بحركات وثقافات دخيلة على المجتمع، وتخالف العادات والتقاليد. وفيما شهدت الحملة وجهات نظر متباينة بعضها مؤيد وآخر رافض، كشف محام لـالوطن أنه يمكن للمتضرر من إعلانات المشاهير المخالفة اللجوء إلى الجهات ذات العلاقة، التي تحميه وفقا للأنظمة والتشريعات، وتصدر عقوبات بالسجن والغرامة مقابل التجاوزات واستغلال الناس.
الإعلان الخادع
أوضح المحامي أحمد الجطيلي أن إعلانات المشاهير المزيفة أو المضللة – في حال ثبوتها- تعتبر خيانة لثقة المحبين والمتابعين وسوء استغلال لهم. وأضاف: بعض الشركات وجدت ضالتها في بعض هؤلاء المشاهير للتأثير على المتابعين، وهذا ليس مجرّماً بأي مادة شرعية أو نظامية، ولكن الجرم يقع عندما يحدث خداع المتابع وبيعه سلعة مزيفة، أو إعطاء وعود وهمية أو ما إلى ذلك، مشيرا إلى أن ذلك يندرج تحت الإعلان الخادع سواء أكان يقوم به شخصية شهيرة عبر حساب إلكتروني أو تاجر عبر معرض تجاري. وبين أن الانفتاح الإعلامي والإلكتروني أسهم في ظهور هذا التلاعب، إذ يمكن التسويق الآن لأي سلعة من أي مكان في أي دولة.
الغرامة والسجن
أكد المحامي الجطيلي أن هناك أنظمة ولوائح وقرارات، من ضمنها نظام الغش التجاري ونظام المطبوعات والنشر وجمعية حماية المستهلك، وكذلك نظام الجرائم المعلوماتية، وكلها تنظر قضايا الخداع والغش من هذا النوع، سواء أكان المتهم مشهورا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو تاجرا بعينه. وأضاف: المادة الثانية من نظام الغش التجاري تضع تحت طائلة المساءلة كل من خدع أو شرع بأي طريقة أو باع أو حتى عرض أو حاز منتجا مخالفا للمواصفات. وأورد النظام العقوبات في المادة 16، حيث تصل إلى الغرامة بمبلغ 500 ألف ريال أو السجن مدة لا تزيد عن عامين أو بكلا العقوبتين. وأضاف أن المادة الـ 22 ذكرت أنه لا يجب الإخلال بحق من أصابه ضرر في التعويض نتيجة ارتكاب إحدى المخالفات المنصوص عليها في هذا النظام، ويلتزم المخالف بسحب المنتج المغشوش وإعادة قيمته إلى المشتري، وذلك وفق الشروط والإجراءات التي تحددها اللائحة.
حملة تصحيح
أوضح المتخصص في الإعلام الجديد والتسويق الإلكتروني يوسف سراج صلواتي لـالوطن، أن حملة تبليك المشاهير خطوة لتصحيح مسارهم نحو الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أن هناك من هدفهم فقط الربح المادي دون التأكد من جودة ما يتم الإعلان عنه.
وأضاف أن هناك شركات تجارية أصبحت تستغل المشاهير السعوديين في سناب شات وتوتير ممن لديهم متابعين يصلون إلى الملايين، واستغلوا البعض منهم لغرض الترويج للإعلانات مقابل مبالغ مالية، وذلك دون التأكد من جودة تلك المنتجات.
تصنيف المشاهير
صنف صلواتي المشاهير إلى 4 فئات، الأولى غير هادفة، وتقدم مواد غير مفيدة وموجهة للأطفال، بحيث تضم النكت والألفاظ البذيئة والخادشة، أما الفئة الثانية فهم المشاهير البسطاء الذين يقدمون سنابات عن حياتهم اليومية بشكل عفوي والكثير من هؤلاء المشاهير يكونون في مرحلة المراهقة، والفئة الثالثة هم المشاهير الناضجون الذين يقدمون محتوى مفيدا ومعلومات تثقيفية للمتلقي، إلى جانب إعطاء معلومات تاريخية أو عن آثار سياحية، أما الفئة المستهدفة من المشاهير فهم مشاهير الإعلانات التجارية الذين يقومون بالإعلان عن منتج دون التأكد من جودته، ويكون هدفهم الوحيد هو الكسب المادي وهم كثر.
وطالب صلواتي بأن تكون هناك هيئة يشترك فيها العديد من الجهات المختصة من الوزارات، بحيث يتم تقنين تلك الإعلانات من أجل حماية المتلقي من الاحتيال والنصب، وإيقاف عملية الاستغلال واستنزاف جيوب المتابعين.
عملية انتقائية
قال المتخصص في الإعلام الاجتماعي يوسف المحوري إن حملة تبليك المشاهير جيدة لأنها توضح لنا كيف وصلنا إلى هذه الدرجة من الانتقاء للمتابعين وخصوصا المشاهير، كما أن لديها أثرا إيجابيا في البحث عن المعلومة الصحيحة التي لا نجد بها خداعا ولا مراوغة ولا نصبا واحتيالا على المتابعين.
وأضاف: المتلقي لا بد أن يكون على وعي في انتقاء نخبة المشاهير الذين تتم متابعتهم وإلغاء الآخرين الذين لا يضيفون فائدة له، إنما يدل على وعي المجتمع وتثقيفه وإغلاق باب استغلال واستنزاف جيوب المتابعين بإعلانات عن منتجات لا تملك الجودة المطلوبة.
تأثر الأطفال بالإعلانات
أوضحت الاستشارية النفسية والمرشدة الأكاديمية والمحاضرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نجلاء البرثين، أنه يجب الالتفات إلى نقطة هامة عندما نتعامل مع تغريدات أو سنابات المشاهير، وهي تأثيرها على الأطفال والمراهقين الذين باتوا يبحثون عنهم عن طريق متابعة أخبارهم وأماكن وجودهم، من أجل الذهاب لالتقاط الصور معهم. وأضافت: نجد بعض المشاهير يظهرون بملابس غير لائقة، الأمر الذي يشيع ثقافة التقليد، بالإضافة إلى أن بعضهم يشهر نفسه من خلال التلفظ بألفاظ بذيئة، ولا يمكن بأي حال أن يكون أمثال هؤلاء قدوة لكثير من الأجيال الصغيرة والشابة. وطالبت البرثين بوجود رقابة من قبل الجهات المعنية لا تسمح للمشاهير بتقديم إعلانات ترويجية إلا بعد الحصول على تراخيص تسمح لهم بذلك للتأكد من جودة المنتج الذي يعلنون عنه، وحتى لا تصبح عملية الإعلانات عن طريق المشاهير نصبا واحتيالا واستغلالا للمتابعين.
تمجيد عقول خاوية
يقول الأخصائي الاجتماعي عبدالرحمن القراش إنه يجب أن تكون لدينا رسالة واضحة وقيم سليمة عندما نستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، كي لا نقع فريسة لتمجيد العقول الخاوية أو صيدا سهلا للتافهين. وذهب إلى أن الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل المختلفة تعتبر ميدانا خصبا لنشر الأفكار المسمومة، وتجنيد الشباب، بسبب القابلية النفسية والعقلية لديهم، لتشكل خطورة كبيرة تستوجب تحرك المجتمع لسد هذه الثغرة الإلكترونية الخطيرة عبر العديد من الإجراءات. وقال: بغض النظر عن جانب الغش الوارد في متابعة المشاهير، إلا أنه يجب تفعيل المنظومة القانونية التي تردع من تسول له نفسه التعدي على الآخرين، وسن تشريعات تربوية تواكب تطورات الفضاء الإلكتروني لاحتواء الشباب.
بيع الغرر
عدّ أستاذ السياسية الشرعية والأنظمة المقارنة بجامعة الملك عبدالعزيز قسم الشريعة الإسلامية، الخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي، المحكم القضائي المعتمد في وزارة العدل الدكتور حسن محمد سفر لـالوطن، أن ما يقوم به بعض المشاهير عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي من الإعلان عن منتجات لا تتميز بالجودة ومقلدة، وبعضها يتلف بمجرد استخدامه، يدخل تحت بيع الغرر، وهو طرح سلعة يقال عنها من أجود الأنواع. وأضاف، هذا نوع من أنواع البيوع التي نهى عنها الشرع، كما أن طرح السلع عبر مواقع التواصل الاجتماعي والترويج لها دون تأكد المعلن، وهو الشخصية الشهيرة التي روّجت لهذه السلع، فهنا يعدّ الأمر أيضا من التدليس والغش والخداع للمجتمع. وأكد أنه يجب تجريم ذلك، ولا بد من معاقبة المعلنين، وكذلك سحب التراخيص من التجار والشركات التي تروّج لمنتجاتها عن طريق مشاهير، وهي في واقع الأمر لا تنطبق عليها المواصفات والمقاييس المطلوبة لجودة السلع المطروحة. وتابع الدكتور سفر حديثه قائلا، في حال إذا كانت البضائع مقلدة أو رديئة وتشوبها الضبابية وعدم المصداقية، فهذا يؤدي إلى ضرر يقع على المستهلك، والقاعدة الشرعية تقول لا ضرر ولا ضرار، موضحا أن الغش والتدليس والخداع للمستهلك من الأمور التي تنافي الشريعة، باعتبار أن التاجر الذي يجلب السلع لبيعها على المستهلكين يعدّ شخصا مؤتمنا، ويجب أن يقدم السلع التي تتفق مع أخلاقه ودينه وأمانته.
طرق لمحاربة الإعلانات المزيفة
01 التقدم بشكوى للجهات المعنية إذا كان الإعلان مزيفا أو المنتج كذلك
02 رصد أبرز الحسابات التي تسهم في عمليات النصب
03 التركيز على هذه الحسابات والتعميم بعدم الوثوق فيها
04 عدم الثقة في أي منتج إلا بعد التأكد من أنه متوافق مع المواصفات
05 حماية المواطنين من قبل الجهات المعنية وتدشين حملات توعية بهذا الخصوص
06 عدم الانسياق وراء بعض المشاهير الذين يعلنون عن منتجات غير مطابقة
4 فئات للمشاهير
1. غير هادفة: يقدمون النكت والعبارة البذيئة والخادشة
2. المشاهير البسطاء: يقدمون سنابات عن حياتهم اليومية ومعظمهم من المراهقين
3. المشاهير الناضجون: يقدمون محتوى مفيدا ومعلومات تثقيفية للمتلقي
4. مشاهير الإعلانات التجارية: يعلنون عن منتجات دون التأكد منها وهدفهم الكسب المادي