بعد نحو ثمانية أشهر من حرب التدمير والإبادة على غزة، تواجه إسرائيل مأزقاً يبدو مستعصياً على الحل، إذ إنها لم تحقق أياً من الأهداف المعلنة للحرب حتى الآن، خصوصاً ما يتعلق بتدمير حركة حماس، أو تحرير الأسرى.
ليس هذا فحسب، بل إن دولة الاحتلال تعيش عُزلةً غير مسبوقة؛ سواء على خلفية تفاقم الخلافات مع الحليف الأبرز، أو تنامي الخلافات والانقسامات الداخلية إنْ على صعيد المظاهرات الحاشدة، أو الحديث عن قرب انهيار مجلس الحرب وتفككه، الأمر الذي يشي باقتراب نهاية حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.
العُزلة أيضاً تمددت إلى الصعيد الدولي، عندما أعلنت ثلاث دول أوروبية هي: إسباينا وإيرلندا والنرويج، الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وإعلان دبلن رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى فى رام الله إلى سفارة؛ الأمر الذي أثار غضب إسرائيل وفجر مزيداً من الإرباك والخلافات الداخلية.
وبحسب مجلة فورين بوليسي الأمريكية، فإن الخطر الأعظم الذي يتهدد إسرائيل يتمثَّل في تخريب بنيامين نتنياهو المستمر للتطلعات السياسية الفلسطينية، تلك السياسة التي تعمل على تعزيز قوة المتطرفين، وإدامة الحرب، ووضع المنطقة برمتها على حافة الانفجار.