لم تكن تسمية السفير السعودي فيصل بن سعود المجفل سفيراً للمملكة لدى سورية مُباغتةً للمراقبين والمحللين السياسيين، في ظل ما تشهده علاقات البلدين من دفء متواتر، وتقدّم للأمام، كما ورد على لسان وزير خارجيتها فيصل المقداد بأن القيادتين السعودية والسورية وجّهتا بأن تسير العلاقات نحو التقدّم، ولا تعود إلى الوراء.
ويعد رفع مستوى التبادل الدبلوماسي بين عاصمة العرب (الرياض) ودمشق مؤشراً على حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده على استعادة اللُّحمة العربية كامل وهجها، وصفاء حضورها الواعي في ظل تحولات وتطورات تحتّم التكامل بين الأشقاء على المستويين الرسمي والشعبي.
ويجيء تعيين السفير السعوي تالياً لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالرئيس السوري بشار الأسد، منذ أيام على هامش القمة العربية الـ33 في العاصمة البحرينية المنامة، ومشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية التي عقدت بمدينة جدة منذ أشهر ستة، وتعيين سورية سفيرها لدى الرياض في ديسمبر الماضي.
وتؤثر المملكة سياسة (تصفير المشاكل) في ظل ما ينوء به كاهل الوطن العربي من أزمات تستدعي تضافر جهود المنظومة العربية؛ لتعزيز التنمية، وتعضيد الشراكات، والإسهام باحترافية في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وإعلاء مصالح العرب.
فيما يؤكد الرئيس السوري، أن العلاقات السليمة بين سورية والمملكة هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون، فالأخوّة التي تجمع العرب تبقى الأعمق والأكثر تعبيراً عن الروابط بينهم، مثمّناً السياسات المنفتحة والواقعية التي تنتهجها المملكة، كونها تصبّ في صالح الدول العربية والمنطقة.