رمضان شهر عظيم يتميز بالعبادة والتقرب إلى الله، ولكنه أيضًا يشهد ارتفاعاً كبيراً في مستوى الإنفاق والتبذير. فمن المعروف أن الإسلام يحث على الاعتدال والحفاظ على المال وعدم الإسراف والتبذير، ولكن للأسف فإن الكثيرين يغفلون عن هذه القيم الإسلامية في شهر رمضان المبارك.
الإسراف والتبذير في رمضان يتجلى في العديد من الأمور، منها الإفراط في الإفطار والسحور، وتجهيز الطعام بكميات كبيرة وغير معقولة، مما يؤدي إلى هدر الطعام وإهداره، وهذا يتنافى تماماً مع تعاليم الإسلام التي تحث على الاعتدال والتقليل من الإسراف في الأكل والشرب.
كما أن الإسراف والتبذير في رمضان يتجلى أيضًا في الإنفاق على الهدايا والملابس والإكسسوارات بشكل مفرط، حيث يصبح الصيام والعبادة مجرد ذريعة للتبذير والتباهي بالمظاهر الخارجية، وهذا يتنافى مع مفهوم الصيام الذي يهدف إلى تقوية الإيمان والتقرب إلى الله، وليس للتباهي والتفاخر بالمال.
ومن المؤسف أن الإسراف والتبذير في رمضان أصبح ظاهرة شائعة في مجتمعنا اليوم، حيث ينسى الناس أن الصيام يجب أن يكون لله وحده، وأن الإفطار والسحور يجب أن يكون على قدر الإمكان من الطعام الذي يكفي للإنسان، دون استهلاك الكميات الكبيرة والإسراف في الطعام.
في النهاية، يجب علينا جميعاً أن نتذكر أن الإسراف والتبذير في رمضان يتنافى مع روح هذا الشهر الكريم، وأننا يجب أن نتقي الله في كل أعمالنا وتصرفاتنا، ونحافظ على الاعتدال والتقشف في الإنفاق، حتى لا نفقد الهدف الحقيقي من صيام رمضان والتقرب إلى الله. ولنتذكر قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم “إن الله يحب الإعتدال في كل شيء”.