مع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي انتشرت ظاهرة اجتماعية غاية في السلبية يقودها شباب وفتيات يسمون أنفسهم مشاهير خلعوا عن أنفسهم ستر الحجاب وأصبح الكثير منهم يمارسون علنًا سلوكيات أقل ما يُقال عنها أنها سلوكيات غير منضبطة إن لم تكن غير قانونية من أبرز معالمها نشر غسيل حياتهم الخاصة دون أدنى شعور بالتردد أو الخجل؛ فتسببت تلك السلوكيات في وقوع سلبيات أخرى أصبح الكثير من المتابعين لهم يعانون منها.
ولنأخذ تأثير هؤلاء المشاهير على الزواج مثلاً والتعرض لرمزيته السامية المتمثلة في كونه علاقة أوجدها الله لتجمع الرجل بالمرأة، فتتشكل من خلالهما نواة المجتمع الأساسية وهي الأسرة والتي تعترف بأهمية وجودها وحفظها ورعايتها جميع المجتمعات، فما بالك بالمجتمعات المسلمة.
كما أن تأثيرهم في الزواج يتمثل أيضًا في مهاجمته كعلاقة مقدّسة يحث الدين على التمسك بها والحفاظ عليها، وذلك لتحقيق هدف وحيد لديهم يتمحور جوهره في تشويه علاقة الزواج وتشويه المرتبطين بها حتى يتحقق لهم هدف آخر مفاده تحريض أكبر عدد ممكن ممن يتابعونهم على نبذ الزواج وعدم الإقبال عليه، ليس حرصًا وخدمةً لهم بقدر ما هو تعبير عن مدى حزنهم على ما حرموا أنفسهم من التمتع به.
المؤسف أن دعوات مثل هؤلاء المحرضين تلاقي رواجًا كبيرًا حيث ارتفعت نسبة الطلاق والخلع بشكل ملحوظ ما تسبب في تفكك الأسر وتشريد الأطفال حال وجودهم، وأصبح لهذا التجاوب تبعات مجتمعية وتربوية غاية في السوء من بينها النفور من العائلة وسوء النظر إليها وحرمانها من المكانة التي كانت تتمتع بها والتي كانت تعتبر إلى وقت قريب رمزا مهما للتوحد والتآلف والمودة كما فرضها الله حين قال: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً.
وموضوع شيطنة الزواج غيضٌ من فيض، فهنالك سلبيات سلوكية أخرى يتم تداولها ونشرها والعمل على ترويجها وتشجيع القيام بها تماثله في الخطورة إن لم يكن أكثر.
إن انتشار ظاهرة التعدي على الزواج وما يمثله يتطلب التدخل السريع لخطورته الحتمية على وحدة كيان الأسرة، وبالتالي على وحدة وتماسك المجتمع ككل، فأعظم خطر يهدد استقرار أي مجتمع يتمثل في العمل على تحطيم قيمه وأعرافه من خلال تبني أفكار لا تنسجم مع واقع هذا المجتمع وثوابته.
أخيرًا إن هذا الطرح لا يهدف لتحريم الشهرة أو السعي لها طالما حافظ أصحابها على أن يكون نتاجها إيجابي ومفيد ويخدم الصالح العام.
أما إذا كان المنبرين لها يمثلون خطرًا على فهم الكثير من قليلي الخبرة في الحياة وقليلي العلم بالدين وضوابطه لأهمية الزواج، على سبيل المثال وأهمية استمراره، فإن محاربتهم حينها تكون واجبًا وطنيًا قبل أن تكون واجبًا شرعيًا بحكم أن المحصلة الطبيعية لتجاهل خطرهم وعدم أخذه على محمل الجد تكاد تكون كارثية، وإن لم تكن كذلك اليوم، فإنها ستصبح لاحقًا بالفعل كارثية.