أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، مضي الدول العربية في السلام والخير والتعاون والبناء، مع عدم السماح بأن تتحول المنطقة العربية ميدانا للصراعات.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال ترؤسه اليوم (الجمعة) -نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- اجتماع الدورة العادية الـ32 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، في جدة.
بسم الله الرحمن الرحيم
على بركة الله نعلن افتتاح الدورة الـ32 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
أصحاب الفخامة والجلالة والسمو
الأمين العام لجامعة الدول العربية
الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أرحب بكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية وأن أرحب بضيف القمة الرئيس فيلاديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا، ونأمل أن تتكلل جهودنا بالتوفيق والنجاح.
كما يسرني أن أشكر رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية عبدالمجيد تبون على الجهود المبذولة خلال ترؤس بلاده الدورة السابقة، ونشكر الأمين العام لجامعة الدول العربية وجميع العاملين فيها على ما بذلوه من جهود لخدمة العمل العربي المشترك
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
نؤكد لدول الجوار والأصدقاء في الغرب والشرق أننا ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء بما يحقق مصالح شعوبنا ويصون حقوق أمتنا، وأننا لن نسمح بأن تتحول منطقتنا ميدانا للصراعات، ويكفينا مع طي صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة، وعانت منها شعوبها وتعثرت بسببها مسيرة التنمية.
ومما يسرنا اليوم حضور الرئيس بشار الأسد لهذه القمة وصدور قرار جامعة الدول العربية بشأن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، ونأمل أن يسهم ذلك في دعم استقرار سورية وعودة الأمور إلى طبيعتها واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي بما يحقق الخير لشعبها وبما يدعم تطلعاتنا جميعا نحو المستقبل الأفضل لمنطقتنا.
الحضور الكرام
إن القضية الفلسطينية كانت ومازالت هي قضية العرب والمسلمين المحورية، وتأتي على رأس أولويات سياسات المملكة الخارجية، ولم تتوان المملكة أو تتأخر في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق لاسترجاع أراضيه واستعادة حقوقه المشروعة، وهي إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وغيرها من المرجعيات الدولية المتفق عليها، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق.
إن أشقاءكم في المملكة العربية السعودية يكرسون جهودهم في دعم القضايا العربية، كما نعمل على مساعدة الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية.
وفي ما يخص السودان، نأمل أن تكون لغة الحوار هي الأساس للحفاظ على وحدة السودان وأمن شعبه ومقدراته، وفي هذا الصدد، فإن المملكة العربية السعودية ترحب بتوقيع طرفي النزاع على إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين وتسهيل العمل الإنساني، ونأمل التركيز خلال هذه المحادثات على وقف فعال لإطلاق النار.
وتواصل المملكة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي بذل الجهود الإنسانية وتفعيل قنوات الإغاثة للشعب السوداني الشقيق.
ويطيب لنا أن ننتهز هذه الفرصة بوجود الرئيس زيلينسكي رئيس أوكرانيا ومشاركته في هذه القمة لنجدد تأكيد موقف المملكة الداعم لكل ما يسهم في خفض حدة الأزمة في أوكرانيا، وعدم تدهور الأوضاع الإنسانية، واستعداد المملكة للاستمرار في بذل جهود الوساطة بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، ودعم جميع الجهود الدولية الرامية إلى حل الأزمة سياسيا بما يسهم في تحقيق الأمن والسلم.
الحضور الكرام
إن وطننا العربي يملك من المقومات الحضارية والثقافية ومن موارد بشرية وطبيعية ما يؤهله لتبوؤ مكانة متقدمة وقيادية وتحقيق نهضة شاملة لدولنا في جميع المجالات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته