تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض الاكتئاب يعد المرض رقم واحد على مستوى العالم وخاصة بعد جائحة كورونا حيث وصلت النسبة إلى إصابة حوالي ٧٠٪ من سكان الكوكب بهذا المرض الملقب بالكلب الأسود
ولنتعرف أكثر على هذا المرض الذي تفوق على جميع الأمراض العضوية والنفسية التي تصيب البشر مع الإشارة إلى أن حتى بعض الحيوانات معرضة للإصابة به، ويعُرف مرض الاكتئاب بـ “الاضطراب الاكتئابي” أو “الاكتئاب السريري”، وهو حالة نفسية تتميز بالحزن الشديد والتعب النفسي وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية والاهتمام بالذات العزلة التامة، ويمكن أن يؤثر على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية والصحة العامة.
يعود تاريخ مرض الاكتئاب إلى العصور القديمة، حيث كان يعرف باسم “الكآبة” أو “الحزن المرضي”. وقد وصفه الأطباء والفلاسفة الإغريق بأنه اضطراب نفسي يتميز بالحزن واليأس والتشاؤم والتعب الشديد وفقدان الشهية والنوم. وفي القرن التاسع عشر، بدأ الأطباء في دراسة الاكتئاب بشكل أكثر تفصيلاً وتحديداً، وتم تطوير العديد من العلاجات لهذا المرض، بما في ذلك العلاج الدوائي والعلاج النفسي. وحتى اليوم، يعتبر الاكتئاب واحداً من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً في العالم، ويعاني منه الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
العديد من علماء علم النفس تحدثوا عن مرض الاكتئاب، ومن بينهم:
1- سيغموند فرويد الذي درس الاكتئاب بشكل مفصل ووصفه بأنه حالة من الحزن الشديد والتعب النفسي.
2- آرون ت. بيك عالم نفس الأمريكي ومؤسس علم النفس الإيجابي، الذي درس الاكتئاب وتحدث عن أهمية العلاج النفسي ف السلوكي المعرفي في علاجه.
3- كارل يونغ عالم نفس نمساوي ومؤسس علم النفس التحليلي، وقد درس الاكتئاب ووصفه بأنه حالة من الانسحاب والتشاؤم.
4- آنا فرويد ابنة سيغموند فرويد وعالمة نفس نمساوية، وقد درست الاكتئاب وتحدثت عن أهمية العلاج النفسي في علاجه.
تختلف أعراض مرض الاكتئاب من شخص لآخر، ولكن بشكل عام يمكن تلخيصها في ما يلي:
1. الحزن الشديد والاكتئاب المستمر لفترة طويلة.
2. فقدان الاهتمام والمتعة بالأنشطة التي كان يستمتع بها الشخص سابقاً.
3. الشعور بالتعب والإرهاق وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
4. الشعور بالذنب والعجز والقلق والخوف.
5. الصعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
6. الشعور بالعزلة والانعزال عن الآخرين.
7. الشعور بالاكتئاب في الصباح والتحسن في المساء.
8. الشعور بالألم الجسدي والصداع والأم العامة.
9. الشعور بالرغبة في الانتحار أو الانتحار الفعلي.
يمكن تقسيم مرض الاكتئاب إلى ثلاث درجات رئيسية:
1. الاكتئاب الخفيف: يتميز بوجود بعض الأعراض الخفيفة مثل الحزن والتعب وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، ويمكن للشخص المصاب بالاكتئاب الخفيف القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
2. الاكتئاب المتوسط: يتميز بوجود أعراض أكثر حدة مثل الحزن الشديد والتعب الشديد وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، ويمكن أن يؤثر على القدرة على العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية.
3. الاكتئاب الشديد: يتميز بوجود أعراض شديدة مثل الحزن الشديد والتعب الشديد وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، بالإضافة إلى الشعور بالعجز والذنب والانعزال، ويؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية والقدرة على العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية.
أما مراحل تطور الاكتئاب فهي على مقياس من ١ الي ١٠ درجات
إذا كانت لديك أي من هذه الأعراض، فمن المهم التحدث مع الطبيب أو المستشار النفسي لتشخيص حالتك والحصول على العلاج المناسب.
والحقيقة أن العلاج السلوكي المعرفي هو الذي يجب أن يبدأ به من يتعرض لهذا المرض لأن الشخص هو من يجلب الاكتئاب لنفسه بترسيخ أفكار ومشاعر سلبية أو باليأس والاستسلام للضغوطات والإنهيار عند الصدمات، ولكننا قد نحتاج للتدخل الدوائي اذا كانت هنالك مشكلة في كيمياء الدماغ كنقص هرمون مُعين أو وجود خلل في الخلايا العصبية.
الإعلام العالمي الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي تسببت بشكل كبير في الآونة الأخيرة بزيادة نسبة من يُصاب بهذا المرض عبر بث الأخبار السلبية أو المحتويات الهابطة واللاإنسانية والتي تُسبب الحزن وتُحبط من عزيمة الناس وتغلق أبواب الحياة في وجوههم، وأصبح الناس لا يستبشرون خيراً لأن معظم الأخبار محبطة ومُزعجة وتشائمية وتزيد من بهم ضغوطات ضغطاً وتُكسر مجاديف الجيل الجديد.
في الختام، فإن اللجوء إلى الخالق الرحيم وعدم تحميل النفس فوق طاقتها باجترار التفكير فيما لا ينفع والانشغال بتطوير الذات والبعد عن العلاقات السامة هو أفضل الحلول للتخلص من الاكتئاب اللعين الذي تسبب كثيراً في وقوع الناس في العزلة عن الآخرين أو اللجوء للمخدرات والأدوية النفسية التي تؤثر سلباً على كيمياء دماغ الإنسان، وبعد هذا السرد اسألوا أنفسكم هل انتم مكتئبون؟