تولي المملكة قطاع السياحة أهمية كبرى، باعتباره رافداً حيوياً، واستثمارياً، يعزز تنمية الموارد البشرية الوطنية، ويرفع كفاءة وجودة الدخل، ويبني جسور تواصل بين الثقافات والحضارات والشعوب، ويرفع معدل وعي المجتمع بالمشتركات الإنسانية.
وإذا كانت بلادنا تفاخر بأنها قِبلة لنحو ملياري مسلم، ومُستهدف أوّلي للراغبين في الحج والعمرة والزيارة، فإنّ توسع الرؤية في منح التأشيرات السياحية، وتأشيرة الزيارات فتح أرحب مجالات ومساحات ليتعرف الزائر أو الوافد على وطننا بكل مقدراته، ويتصل بالإنسان والمكان في أزمنة مفتوحة طوال العام.
ولا ريب أن قدرات القطاع السياحي كبيرة، وشواهد النجاحات تتوالى، وليس آخرها تحقيق السياحة السعودية رقماً قياسياً جديداً، بإنفاق الزوار القادمين من الخارج أكثر من 100 مليار ريال للأرباع الثلاثة الأولى من العام 2023، وقُدّر الفائض إلى نهاية الربع الثالث من 2023 بنحو 37.8 مليار ريال، بنسبة نمو بلغت 72% مقارنة بالفائض في 2022 للفترة نفسها، وقفزت نسبة تعافي القطاع السياحي إلى 150% مقارنة بمستويات ما قبل جائحة كوفيد-19 ، وتتصدر مملكتنا دول مجموعة العشرين في نسبة نمو عدد السياح الوافدين خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2023. وتبوأت المركز الثاني ضمن أسرع الوجهات السياحية نمواً في العالم، ما يبشّر بمستقبل واعد، خصوصاً إذا ما أسهم المواطن باحترافية في استثمارات ترفد أداء القطاع، بالسياحة الريفية والزراعية والاستشفائية، في ظل دعم الدولة من خلال صناديق التنمية لأي فكرة هادفة ومشروع خلاق.