انهار الأمل في أن تفضي الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار، يتيح لسكان غزة العودة لما بقي من حطام منازلهم، ليس ليبحثوا عن بقية ممتلكاتهم، بل ليبدأوا رفع الركام لانتشال جثث شهدائهم. بيد أن إسرائيل رأت استئناف الحرب، التي لم تحقق هدفها المعلن؛ بل أسفرت عن تدمير المرافق والمساكن والمنشآت ومشاريع البنية الأساسية. ولا تزال ثمة أدلة قوية على أن إسرائيل تنوي تهجير المدنيين الفلسطينيين، مثلما فعلت في 1948. كما أنها تتشدق بعدم نيتها إعادة احتلال القطاع؛ لكنها تعتزم إقامة منطقة عازلة ، من المؤكد أنها ستقطع مساحة من القطاع الضيق أصلاً، الذي لا يكفي سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وتشير التصريحات والتسريبات إلى أن إسرائيل ستقدم خلال الفترة القادمة على عمليات اغتيال للفلسطينيين، تحت ستار تدمير قادة حماس. وهو ما يعني تنفيذ جرائم بشعة في الدول التي تستضيف قادة حماس. إن القضاء على قادة حماس لن يضمن اقتلاع هذه المنظمة من جذورها. قد لا تكون حماس جزءاً من المعادلة السياسية التي ستعقب الحرب. لكن وجودها سيظل باقياً بشكل أو آخر. والحل الأنجع يتمثل في ضرورة تنفيذ فكرة حل الدولتين، بإعطاء الفلسطينيين دولتهم المستقلة، التي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، ونهوض المجتمع الدولي والعربي بإعادة إعمار غزة والضفة الغربية، ووضع حد للمظالم التي تحتم النضال من أجل الكرامة، والاستقلال، والفقر الذي أدمى هو الآخر ملايين الفلسطينيين، بسبب التعنت الإسرائيلي، ومصادرة الأموال والأراضي المستحقة للفلسطينيين، وفرض الحصار الظالم على غزة. وكلها مسؤوليات يجب على المجتمع الدولي النهوض بها لتحقيق سلام مستدام.