في ظل حالة الفوضى التي تسود السودان منذ اندلاع الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم والسريع قبل نحو أسبوعين، ظهر المسؤول السوداني السابق أحمد هارون فجأة ليعلن على الملأ نبأ فراره من السجن.
ففي تسجيل نشر مساء الثلاثاء، أعلن هارون، أحد مساعدي عمر البشير المطلوب مثله بمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، فراره من سجن كوبر في الخرطوم، مع مسؤولين آخرين من النظام السابق.
وأعربت الخارجية الأميركية عن القلق إزاء التقارير التي تفيد بمغادرة مسؤول سوداني سابق، كان قد صدر بحقه أمر توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، من السجن.
قال متحدث باسم الوزارة إن “المحكمة الجنائية الدولية اتهمت (أحمد) هارون بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور ويجب أن يواجه العدالة لدوره في هذه الفظائع غير المعقولة”.
من هو هارون؟
قبل أشهر قلائل من سقوط نظام حكمه، قرر الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير تعيين أحمد محمد هارون المعروف باسم (أحمد هارون) مساعدا له وذلك في أواخر مارس 2019.
أعقبت هذه الخطوة قرارا مماثلا اتخذه البشير في الأول من الشهر ذاته، سلّم من خلاله رئاسة حزب المؤتمر الوطني (الحاكم في حينها) إلى أحمد هارون.
حاول البشير من خلال هذا التحرك إجراء تغييرات في المناصب العليا في الدولة في مسعى منه لمنع تفاقم الحركة الاحتجاجية التي اندلعت ضد حكمه في ديسمبر 2018.
قبل ذلك عمل هارون وزير دولة بالداخلية والعدل ووزيرا للشؤون الإنسانية وكان واليا على ولاية جنوب كردفان المضطربة منذ عام 2011، ثم واليا على شمال كردفان.
وكردفان واحدة من المناطق التي دارت فيها الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب خلال عامي 1983 و2005 وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل 2005.
وقاتل سكان كردفان الأصليين (النوبة) مع الجنوب على الرغم من انتمائهم لشمال السودان.
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 2008 و2010 مذكرة اعتقال بحق أحمد هارون بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وجهت المحكمة الجنائية الدولية 51 اتهاما لهارون في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تشتبه في أنها ارتكبت في دارفور خلال عامي 2003 و2004.
من بين هذه الاتهامات، التي ينفيها هارون، قتل واغتصاب مدنيين في دارفور أثناء عمله كوزير دولة للداخلية.
ويتحدر هارون البالغ من العمر 59 عاما من ولاية شمال كردفان، وكان تخرج من كلية القانون في جامعة القاهرة.
بعد عام 1990 التحق بجهاز المخابرات والأمن السوداني وأصبح مديرا لمكتب حاكم ولاية شمال كردفان في منتصف التسعينيات.
ووفقا لمركز أبحاث الأمن الدولي الأميركي فقد كانت إحدى مهام هارون هي تجنيد القبائل المحلية في قوات الدفاع الشعبي بكردفان من أجل قمع أي احتجاجات.
وعندما كان وزيرا للداخلية كلف كذلك بإدارة “مكتب دارفور الأمني” المسؤول عن تنسيق الهيئات الحكومية المختلفة المشاركة في مكافحة التمرد، بما في ذلك الشرطة والقوات المسلحة وجهاز الأمن الوطني والمخابرات وميليشيا الجنجويد.
وعلى غرار عدد كبير من أركان النظام السابق، اعتقل هارون في السودان في أعقاب إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير في 2019 إثر احتجاجات شعبية غير مسبوقة.