وسط ضغط شعبي متزايد على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واتهامات بالفشل الذريع في إدارة الحرب على قطاع غزة ومحاولة إطالة أمدها والعمل على تصفية المتحجزين وليس إطلاقهم، خصوصاً أن تقارير تؤكد وجود ما لا يقل عن 242 إسرائيليا لدى فصائل المقاومة في غزة.
وتوقع الخبير الإستراتيجي المصري والمتخصص في الشأن الفلسطيني اللواء وائل ربيع، نهاية قريبة لحكومة نتنياهو التي تتخذ من الحرب وسيلة للاستمرار، مؤكداً أن هناك اضطراباً داخلياً في تل أبيب لم تشهده من قبل وربما يفجر أزمة متعددة الأطراف في وجه نتنياهو وحكومته، مما يؤدي إلى إنهاء حياته السياسية إلى الأبد.
وأشار إلى أن الإسرائيليين يشبهونه حالياً بـ جولدا مائير رئيسة الوزراء التي استقالت عام 1974 بعد مظاهرات غاضبة ضدها، مبيناً بأن استمرار الحرب الإسرائيلية الدائرة على غزة حالياً لها سببان أولها الهزيمة العسكرية النكراء، والإخفاق الأمني، والثانية ورطة وقوع عدد هائل من الأسرى لدى كتائب المقاومة الفلسطينية، وهو ما أجبر القادة العسكريون في إسرائيل على وضع هدف كبير لحملتهم العسكرية على غزة، باستدعاء 370 ألف جندي، بالإضافة إلى أكثر من 200 ألف من الجنود المباشرين، بهدف تدمير المقاومة الفلسطينية، وتقويض سيطرتها على غزة، وهو هدف لم يتحقق لإسرائيل خلال حروبها السابقة في أعوام 2008 و2014، بل إن المقاومة اكتسبت المزيد من القوة.
وأوضح الخبير الإستراتيجي المصري أن هناك مطالب بإقالة نتنياهو ومحاكمته خصوصاً بعد استطلاعات الرأي التي وصلت إلى 75% من الإسرائيليين، يحملون رئيس الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الفشل، وهو مؤشر كبير لتراجع شعبيته وأيامه في الحكم معدودة، مقابل تنامي شعبية رئيس الأركان السابق رتستي هيفي الذي يستعد لتولي المسؤولية بدعم من دول الغرب، مشدداً على أن الوضع العام يشير إلى أن إسرائيل تعيش داخلياً حالة من الانقسام السياسي الخطير، على المستوى الشعبي والحزبي والسياسي، والجيش يعاني من قصور شديدة، كما أن الخسائر اليومية التي تتكبدها العملية البرية الجارية حالياً، جعلته محل شكوك داخل المجتمع الإسرائيلي، بعدما كانت تنظر إليه بأنه عنصر الأمان والاستقرار.