عاد ديفيد كاميرون مجدداً للحكومة البريطانية من بوابة وزارة الخارجية بعد أن ارتبط اسمه بخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، بعد أن عينه اليوم (الإثنين) رئيس الوزراء ريشي سوناك وزيرا للخارجية خلفا لجيمس كليفرلي الذي انتقل لتولي حقيبة الداخلية بعد استقالة وزيرتها المثيرة للجدل سويلا بريفرمان.
ويرى مراقبون أن سوناك يسعى للاستفادة من علاقات كاميرون بقادة العالم والشرق الأوسط للتوسط في عدة أزمات، أبرزها الحرب الأوكرانية والحرب على قطاع غزة خصوصاً قبل الانتخابات البريطانية المقررة العام القادم.
واستقال كاميرون من رئاسة الحكومة في 2016 بعد استفتاء صوت فيه البريطانيون لصالح خروج بلادهم من التكتل الأوروبي، بعد أن قاد حزب المحافظين نحو 11 عاما، وأعاده إلى السلطة بعد أن كان على شفا التفكك نتيجة الانقسام السياسي طيلة أكثر من عقد تحت قيادة زعماء سابقين.
وجاء كاميرون (49 عاما) من خلفية ثرية، إذ ولد في 9 أكتوبر عام 1966 وينحدر أسلافه من نسل الملك وليم الرابع، ما يجعله قريبا عن بعد للعائلة المالكة، كما درس في إيتون، إحدى أغلى المدارس الخاصة في بريطانيا، قبل أن يلتحق بجامعة أوكسفورد لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد، فكانت وجاهته مصدراً للضغينة لدى البعض في حزبه، ممن يفضلون القادة العصاميين أمثال مارجريت تاتشر وجون ميجور.
وعرف كاميرون بمرونته وقدرته على تعديل مواقفه لتناسب الأزمنة المختلفة، مما أهله للتحالف مع خصومه السياسيين، ووصف نفسه في ديسمبر 2005 قائلا: أنا رجل عملي وبراغماتي، أعرف أين أريد الوصول، ولكنني لا ألتزم أيديولوجيا بمنهج واحد محدد، كما أكد في أغسطس 2008 أنه سيكون مصلحاً اجتماعاً جذرياً كما كانت تاتشر مصلحة اقتصادية.