بعد عزل غزة عن العالم لأكثر من 30 ساعة بسبب قطع إسرائيل للكهرباء والاتصالات والإنترنت، وسّع جيش الاحتلال هجومه، وواصلت طائراته ومدفعيته وبوارجه قصف شمال ووسط وجنوب القطاع. وتحدث شهود عيان عن ضربات جوية ومدفعية عنيفة، صباح اليوم (الإثنين)، مع توغل القوات الإسرائيلية مدعومة بالدبابات.
وفيما تجاوز عدد القتلى في غزة أكثر من 8000، وفقا لوزارة الصحة، ذهبت الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار توطئة لهدنة إنسانية تسمح بإدخال مزيد من المساعدات، أدراج الرياح، ولم تجد آذانا صاغية، خصوصا من جانب إسرائيل.
في غضون ذلك، وصلت إلى غزة قافلة مكونة من 60 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، بحسب ما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية، التي أعلنت عبور 47 شاحنة مزودة بكميات كبيرة من الأدوية واللوازم الطبية، والتي تم تجهيزها بناء على طلب من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أن غارات جوية إسرائيلية أصابت مناطق قريبة من مستشفيي الشفاء والقدس بمدينة غزة، في وقت اشتبك فيه مسلحون مع القوات الإسرائيلية، قرب معبر إيريز، شمالي القطاع.
وجاءت الغارات التي وقعت بالقرب من المستشفيات بعد أن قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تلقى تحذيرات من السلطات الإسرائيلية بإخلاء مستشفى القدس الواقع في منطقة تل الهوى، على الفور، إذ لجأ نحو 14 ألف شخص إلى هناك.
وكشفت وزارة الصحة في غزة أن نحو 50 ألف شخص لجأوا أيضا إلى مستشفى الشفا.
وجاء القصف بعد ساعات من نشر إسرائيل صورا لدبابات قتالية على الساحل الغربي للقطاع، ما يشير إلى جهد محتمل لمحاصرة المدينة الرئيسية في غزة بعد يومين من أمر الحكومة الإسرائيلية بتوسيع التوغلات البرية عبر حدودها الشرقية.
وفي شمال إسرائيل، واصل حزب الله والجيش الإسرائيلي تبادل إطلاق النار، ما هدد بفتح جبهة ثانية في الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر.
وفي الضفة الغربية، قتل الجنود والمستوطنون الإسرائيليون بالرصاص ما لا يقل عن 5 فلسطينيين آخرين، إضافة إلى أكثر من 100 شخص قتلوا هناك، منذ بدء الحرب في غزة.
وتزامن تكثيف العدوان الإسرائيلي مع تصاعد الاحتجاجات الدولية والمطالبة بهدنة إنسانية للسماح بدخول المساعدات الإغاثية.
ومن المنتظر أن يطلع مجلس الأمن الدولي، اليوم (الإثنين) على الوضع الإنساني في غزة. يذكر أن المجلس الأممي المكون من 15 عضوا، صوت 4 مرات خلال الأسبوعين الماضيين، دون جدوى، على مشاريع قرارات تهدف إلى اتخاذ إجراء بشأن الحرب، لكن الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضوا صوتت بأغلبية ساحقة، (الجمعة)، على الدعوة إلى هدنة إنسانية فورية.