نفذت إسرائيل أعنف حملة للقصف على قطاع غزة، براً وبحراً وجواً. ولتسهيل ارتكابها مزيداً من المذابح والانتهاكات للقانون الدولي والإنساني، عمدت إلى قطع الاتصالات والإنترنت عن القطاع. ويتم ذلك رغم وحدة المجتمع الدولي وراء القرار العربي الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول. ولهذا جاءت تحذيرات السعودية، أمس، من مخاطر ما يحدث حالياً على استقرار المنطقة، وعلى الأمن الإقليمي والدولي. وبرزت نُذُر إمكان اتساع نطاق الحرب لتشمل الإقليم، وتجر معه تدخل القوى الكبرى. إن المجتمع الدولي مُطالَبٌ، الآن أكثر من أي وقت مضى، بالتدخل العاجل لفرض هدنة إنسانية توفر أقل القليل للمدنيين الفلسطينيين، الذين قضى منهم أكثر من سبعة آلاف شهيد. واتضحت معالم الخطر من خلال استهداف مصر، والتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، ولبنان. ولهذا رأت المملكة أن اجتياح غزة يعد تصعيداً خطيراً، قد يعجّل بدخول المنطقة في دوامة عنف قد تهدد أمن العالم كله. ويمثل الوضع الراهن أخطر تحدٍّ لفاعلية النظام الدولي، الذي أضحى مطالباً بتبني قرار عاجل لوقف النار، وحماية المدنيين. وستواصل السعودية الجهود التي بذلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز منذ بداية الأحداث، خصوصاً موقفه الصريح الواضح من تهجير الفلسطينيين، ورفع المعاناة عنهم. وهو استمرار للدور السعودي الراسخ تجاه مشكلة فلسطين، وما يعانيه الفلسطينيون منذ عقود.